الشبحة .. مشروع بيئة سياحية جبلية واعد
شهدت حركة السياحة بالمملكة العربية السعودية تطوراً كبيراً خلال الفترة الماضية، خاصة في ظل الدور الذي تؤديه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، يؤكد ذلك التنامي المستمر في حركة السياحة الداخلية بمختلف مناطق المملكة.
وتعد منطقة تبوك نموذجاً بارزاً في توافر المقومات السياحية الطبيعية بصورة تؤهلها لأن تكون من أهم المقاصد السياحية بالمملكة، وتمتاز منطقة تبوك بتنوع مناخها وتضاريسها البرية والبحرية وتوافر المزايا التنافسية مما يجعلها مقصداً للسياح من مختلف مناطق المملكة.
ونظراً لما تمثله السياحة من أهمية اقتصادية فقد تناولت رؤية المملكة 2030 المجال السياحي باعتباره أحد أهم المجالات في دعم الاقتصاد الوطني للمملكة العربية السعودية، حيث تهدف رؤية المملكة 2030 في المجال السياحي خلال المرحلة القادمة إلى تهيئة وتطوير المواقع السياحية والتراثية، وإيجاد مناطق سياحية جديدة.
ويعتبر مركز الشبحة والمراكز المجاورة له والتابع لمحافظة أملج بمنطقة تبوك من أبرز الوجهات الجديدة التي يمكن استثمارها سياحياً نظراً لما تتميز به من مزايا جذب سياحي، حيث العناصر الطبيعية التي لا يمكن أن تتوافر في المناطق المحيطة بها كاعتدال المناخ صيفاً وطبيعتها الجبلية والصحراوية وتنوع تضاريسها، بالإضافة إلى توافر المقومات السياحية التي يمكن أن تجتذب السياح طوال فترات العام.
ويقع مركز الشبحة غرب المملكة على الحدود الإدارية الفاصلة بين منطقة تبوك جنوباً وشرقاً ومنطقة المدينة المنورة شمالاً وغرباً، ويتميز بهطول الأمطار بغزارة خلال فصل الشتاء، كما تهطل الأمطار الموسمية على فترات خلال فصل الصيف، وتشكل منتزهاً برياً لسكان كثير من المدن المجاورة.
حيث يشكل الموقع الجغرافي للشبحة عاملاً مؤثراً في المقومات الاستثمارية والسياحية لمنطقة تبوك والمملكة، والتي تقع في الجنوب الغربي من منطقة تبوك، وتبعد عنها حوالي 600 كم، وتتبع محافظة أملج والتي تبعد عنها إلى الشرق نحو 70 كم، وتقع الشبحة على هضبة ترتفع حوالي 1200 متر عن سطح البحر ، وبمساحة تبلغ نحو 760 كم2 .
وتتميز بقربها من بعض المدن والمحافظات كالمدينة المنورة وينبع وأملج وبدر والعيص، كما تتميز بطبيعتها الريفية وتتكون من عدد من الهجر منها: حِضِر، والعيينات، والصرّة، والسهلة، والخطة، وسمُر، بالإضافة إلى مراكز شثاث وحراض، والرويضات، والهجمية.
ولموقع الشبحة مزايا تنافسية تجعلها وجهة استثمارية وسياحية مميزة في منطقة تبوك، حيث تتميز باعتدال أجوائها خلال فصل الصيف بشكل عام، وخاصة في الفترة المسائية وذلك نظراً لارتفاعها عن سطح البحر، مما يجعلها مصيفاً مميزاً لسكان المدن والمحافظات القريبة منها وغيرهم من مختلف مناطق المملكة والتي تشهد ارتفاع درجة الحرارة وتشبع الأجواء بالرطوبة خلال نفس الفترة.
كما تتميز بتضاريسها الجبلية والصحراوية والتي تجعل منها وجهة سياحية للمغامرين ومتسلقي الجبال والمستكشفين وعشاق السفاري، حيث تنتشر الجبال البركانية شرق الشبحة، والأخاديد العميقة في غربها، كما توجد في غرب الشبحة مرتفعات تُطل على البحر الأحمر مباشرة والذي يبعد عنها بنحو خمسين كيلو متر.
وتشتهر منطقة الشبحة بالتنوع الثقافي من خلال فرق الفنون الشعبية بأزيائها القديمة، كما تزخر بالعديد من المواقع السياحية المتميزة ، والتي تشمل الساقي حيث ينتشر النخيل ، والسهلة والتي تتحول إلى منتزه بري نظراً لهطول الأمطار باستمرار، وكذلك منطقة غرزة والتي تعتبر من أهم المنتزهات لسكان أملج والعيص، كما أن للتراث والآثار والنقوش تواجد كبير في منطقة الشبحة حيث تنتشر القصور المبنية من الحجر والتي تمثل إرثاً مهماً لسكان المنطقة الذين يحتفظون بالعديد من العادات والتقاليد الأصيلة كما يحتفظون بالتراث في بعض المتاحف الشخصية.
وبشكل عام فإن الموقع الجغرافي لمنطقة الشبحة وتنوع التضاريس واعتدال المناخ وتعدد المناطق السياحية تشكل عامل دعم للاستثمار السياحي واجتذاب السائحين لفترات طويلة من العام.