كتب:حازم حسين
تلك الطبيعة ، قِف بنا يا ساري **حتى أُريكَ بديعَ صُنْعِ الباري ، نعم كما قال احمد شوقي أقولها انا في مستهل حديثي عن محافظة العيص التابعة لمنطقة المدينة المنورة ، تلك المدينة الحالمة الغنية بكل مقومات السياحة ان شئت تاريخا وآثارا ستجد قصر البنت وجامع السوانيس وبئر الهداج وغيرها تقف شامخة لتحكي لنا عن تاريخ موغل في القدم وعن حضارة انسانية من الحضارة اللحيانية الى التاريخ الاسلامي ،وان شئت ان تتناول عن السياحة البرية والبيئية لن تعرف من أين تبدأ فقرية الفرع حاضنة لكل جمال الطبيعة بمزارعها وخضرتها وجبالها وسهولها وهضابها .
كان “سفاري العيص” الذي ابتدرنا الحديث عنه في تقرير سابق من أجمل الفرص التي اتاحت لنا فرصة التعرف عن قرب عن العيص بما فيها من معالم وآثار وطيبة أهلها ومعدنهم النفيس.
زرناها فأكرمنا الطقس فيها بأجمل اللحظات والامطار المنعشة التي داعبت اجسادنا التي تركناها في العراء لتغتسل بتلك المياه الطاهرة وفي تلك الاجواء الفاخرة.
كانت رحلتنا صبيحة الجمعة انطلقنا بعد ان اكتمل عقد المرشدين السياحيين الاربع بأبوخالد المرشد السياحي المتألق في العيص مسلم بن عواد العنيني ،الى جانب المرشدين طلال العلوني وفهد الرفاعي وغازي الجهني والاصدقاء فواز وعبدالعزيز المطيري .
استقبلنا في مطلع الرحلة العم والاستاذ عواد مسلم العنيني بكرمه الفياض وببشاشته المعتادة التي أدخلت في نفوسنا الشعور بالسعادة وأعادتنا الى لحظات من الزمن الجميل.
لم نستطع ان نغمض أعيننا في مجلس العم عواد من روعة حديثه وعمق معلوماته التاريخية التي اتحفنا بها وبدأنا نستعين بهواتفنا لنسجل بعض ذلك الحديث لندون من علمه وذكرياته ما يعلق في الذاكرة مع تلك المناظر والاجواء الرائعة في عيص التاريخ والجمال.
أكرمنا بمأدبة غداء فاخر على الرغم من زيارتنا المباغتة دون تخطيط او اشعار مسبق، جلسنا وضربنا بالخمس كما يحلو للشباب وصفه، بعدها تجولنا في مزرعته العامرة بالخضرة والثمار ونعم الله .
انطلقنا الى قصر البنت والذي يبعد عن العيص اثنتي عشرة كيلو مترا يقودنا المرشد السياحي مسلم العنيني ليرشدنا ويطلعنا على لمحة تاريخية مما تكتنزه العيص من اثار وتراث.
يحكي لنا شرحا مفصلا عن القصر أبوخالد ويقول ان قصر البنت يتربع وسط بلدة الفرع غرب محافظة العيص على ربوه تطل من جهة الشرق على مجرى وادي العيص وتحيط به المزارع من كل جانب.
صمم القصر بأشكال هندسيه تتناسب مع عظمة هذا البناء الشامخ عند الاقتراب من القصر يري الزائر فيه شيئا من ملامح الماضي الموغل بالقدم، القصر له مدخلان شمالي وشرقي يتميز كل مدخل بعقد جميل تزينه الاقواس الكبيرة المبنية من الاحجار الجصية ذات اللون الابيض ومن الابواب الكبيرة تدخل الي ابواب صغيره تصل الي ساحة بهو القلعة تقدر مساحة الساحة ٥٠٠ متر مربع لم يبقي منه الا بعض اثاره ومنها دورة مياه بقي منها حوض مصنوع من الحجارة قد اتقن صانعه نحته ليظل شاهدا على تاريخ وحضارة انسانية فريدة.
ويمضي ابوخالد في سرد حكاية القصر وما حوله ويضيف “ان بجوار القصر وحدات سكنيه تشبه مساكن الحرس واسطبلات الخيل والقلعة محاطه بأسوار لم يبقي منها الا القليل ويعود بناء القصر الي الحضارة اللحيانية ويقدر عمره الافتراضي بألفي عام قبل الميلاد” ، وأضاف يتطلع أهالي المنطقة ليكون القصر مقرا لمتحف وتراث وآثار العيص وليكون مقصدا للسياح ومدرسة للتعريف بأثار وتراث المنطقة .
مزرعة العم الاستاذ عواد بن مسلم العنيني
التعليقات 1
1 ping
محمد سالم
2018/09/21 في 1:54 ص[3] رابط التعليق
ابدعتم بالوصف ماشاء الله تبارك الله واتحفتونا بهذا التقرير عن هذه المدينه الموغله في القدم والتي تستحق الزياره
اخوكم محد سالم . الخفجي