الخرطوم:محمد سعيد
(الخندق) مدينة سياحية جاذبة للسياح فتاريخها القديم الحافل بالملوك والحكام الذين اختاروا هذه المنطقة لتكون حامية لهم وملكهم فهي منطقة مرتفعة جبلية صخرية عالية تطل علي النيل وتكشفه من كل الجوانب بل تطل علي الصحراء غرب النيل وشرقه لذلك اقاموا عليها قلعة كبيرة عالية محصنة منيعة سموها القلعة الحمراء اقاموا فيها وحكموا بتلك البلاد قبل مجئ الاسلام وبعد دخوله ،لذلك اهتم بها الانجليز عند حكمهم للسودان وجعلوها مدينة مخططة واقاموا فيها دواوين الحكومة مثل مباني قسم الشرطة المطل علي النيل والمبني تم بنائه بالحجر و تاريخ انشائه 1902م ويتسم بمظهر جمالي وبني بشكل قوي و متين يضم مكتب البوستة ومكتب القاضي وضابط السوق والبيطري ومكتب التلفونات.
والخندق مدينة في شمال السودان تقع علي الضفة الغربية للنيل, شرق خط طول 30 وجنوب خط عرض 18 تبعد 425 كيلو متر شمال العاصمة الخرطوم و 80 كيلومتر جنوب حاضرة الولاية الشمالية دنقلا و 15 كيلو متر شمال القولد , تحدها من الشمال قرية سالي ومن الجنوب قرية شبتوت وشرقا نهر النيل وقرية ملواد وغربا الصحراء النوبية , تتوسط منطقة الدناقله ولكن تمسك اهلها بإرثهم الحضاري وحافظوا علي لغتهم العربية .
كانت مملكة من ممالك البدارية الاسلامية القديمة وذلك في القرن الثامن والتاسع عشر الميلادي وآخر ملوكها الملك بشير الذي قام بحفر خندق حولها لتجنب هجمات ممالك الشايقية إبان حروبه معهم في ذلك العهد وارتبط اسم الخندق به ( خندق بشير ) كما يروي عن اسباب تسميتها بهذا الإسم وهنالك رواية آخرى ترجع الي دخول العرب المسلمين السودان قادمين من الجزيرة العربية لنشر الإسلام بقيادة عبد الله بن أبي السرح والخندق كانت مقرهم عند عقد إتفاقية البقط مع المسيحين في دنقلا العجوز ونسبة للتشابة مع منطقة الخندق المعروفة بالمدينة المنورة وتيمنا بها يقال أن العرب اطلقو عليهاهذا الاسم والله اعلم .
* الخندق ذات موقع جغرافي متفرد إذ تقع علي منطقة مرتفعة يحتضنها النيل , وتتميز بطرازها العمران الفريد يحكي عن حضارة ضاربة في القدم ومن أشهرها القلعة الحمراء ( القيله قيله ) حصن ومبني آثري قديم يرجع الي تاريخ العهد التركي وهنالك بعض المنازل بها اكثر من طابق وتسمي بالراو ( قصور ذات طابع قديم ) وتعتبر الخندف من المناطق ذات الكثافة الآثارية الكبيرة لقدمها وتعاقبت عليها معظم الحضارات والآديان السماوية التي عرفها الإنسان اذ تجد فيها الآثار النوبية والآثارالاسلامية والمسيحية.