تقرير المؤرخ فؤاد المغامسي الباحث والمهتم بتاريخ المدينة المنورة/
بستان السيدة فاطمة هي الحديقة التي كانت موجودة داخل الحصوة في الجهة الجنوبية الشرقية وتعود لقرون طويلة ذكرها العديد من المؤرخين والرحالة ووصفوها, وهي عبارة عن عدة نخلات وشجرة سدر وبئر يسمى زمزم مالح الشرب وجميعها محوطة بسياج, وقد أزيلت في التوسعة السعودية الأولى في عام 1353هـ/1934م، بعد اقتراح أحد علماء المغرب حيث كان مدرساً بالمسجد النبوي آنذاك وهو الشيخ محمد تقي الدين الهلالي, ومن الأسباب التي أدت لازالتها:
1- حاجة المكان للمصلين .
2- التبرك بالبئر والشجر وما يخرج به من ثمر.
3- تسرب المياه الجوفية إلى الجدار الشرقي مما أثر عليه بشكل كبير.
تمت إزالة البستان المنسوب لفاطمة الزهراء في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله حيث دعت الحاجة لترميم أجزاء من المسجد النبوي بسبب تصدع أعمدة وجدار الجهة بعض الأروقة وترميم بعض أعمدته وأرضيته كذلك الأروقة المحيطة بالصحن وكان ذلك عام 1353هـ/1934م،.
وذلك بعد أن اقترح أحد علماء المسجد النبوي الشريف وهو الشيخ محمد تقي الدين الهلالي على إزالتها والاستفادة من مكانها للمصلين ويذكر قصة ذلك الشيخ محمد تقي الدين الهلالي بقوله: “كان في صحن المسجد النبوي بئر ونخلة وشجيرات وكان الجهال يسمون ذلك بستان فاطمة ويتبركون بالنخلة و تمرها وبالشجيرات والبئر ويعتقدون أن بئر زمزم تجري تحت الأرض حتى تتصل بذلك البئر يوم عاشوراء من كل سنة.
فيقبل الناس في يوم عاشوراء على تلك البئر ويأخذون منها ماء كثيرا للتبرك به فاستشارنا الشيخ عبد الله بن حسن رحمة الله عليه في طمس البئر وإزالة البستان فلم نتردد في الموافقة على ذلك، لأن المسجد كله وقف للصلاة و لا يجوز أن يشغل بغيرها، ولأن الجهال يفتتنون بماء البئر والنخلة والشجيرات فكتب رحمه الله إلى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله يخبره بما رأينا ويستأذنه في تنفيذه.
فجاء الإذن فأمر الشيخ بطمس البئر وقلع تلك الأشجار وتسوية الأرض فكانت من حسناته رحمة الله عليه، ولما قلعة النخلة والأشجار وقطعت وحملت على خارج المدينة انتظر المفتونون بها مجيء الليل بظلامه فأخذوها كلها ولم يبقوا شيئا، ولابد أن يكونوا قد اقتتلوا عليها لينال كل واحد منهم قطعة صغيرة من الأشجار وأوراقها”؛ كتاب الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة، تقي الدين الهلالي.