تفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الثلاثاء الماضي مع فريق من كبار مسؤولي الهيئة موقع النقوش الصخرية في الشويمس بمنطقة حائل، والمسجل في قائمة التراث العالمي باليونسكو.
واستطلع سموه والفريق المختص من الجو بطائرة الهليكوبتر الموقع ومساحته وتضاريسه ومكوناته قبل أن يتفقد الموقع ميدانياً حيث استمع من المختصين إلى شرح عن الموقع وما يحتوي عليه من رسوم صخرية تعكس حقبا زمنية عاشها إنسان الجزيرة العربية.
وأثنى سموه على الجهود الكبيرة التي يقودها الفريق العلمي في عمليات الاستكشاف، كما أثنى على جهود المواطنين ووعيهم في المحافظة على آثار هذه المنطقة المهمة، مشدداً على أن المواطن هو الحارس الأمين لهذا الوطن وتراثه من خلال تعاونه الكبير بالإبلاغ عن كل ما قد يهدد التراث الحضاري في المملكة.
كما تفقد سموه مركز الزوار الذي أنشأته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالقرب من هذا الموقع الأثري، والتقى فريق العمل في المركز وحثهم على بذل أقصى الطاقات وتقديم كل المعلومات التي يحتاج لها زوار هذا الموقع الأثري الهام مستخدمين في ذلك آخر ما توصل إليه العلم في عرض الآثار والفعاليات لتكون جاذبة للمواطنين والزوار، كما حثهم على التعاون الدائم والشراكة المستمرة مع أهالي الشويمس في منطقة حائل.
ورفع سموه الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما تحظى به السياحة عموما والتراث الحضاري للمملكة على وجه الخصوص من دعم واهتمام بالغ من مقامه الكريم، حيث أثمر هذا الدعم عن إنجازات حقيقة على أرض الواقع إلى جانب اعتماده يحفظه الله لمشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، معرباً عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل على جهوده الكبيرة وحرصة الدائم ومتابعته المستمرة لجهود وأعمال الاستكشافات الأثرية في المنطقة ومتابعته للجهود التي قادتها هيئة السياحة والتراث الوطني وتوجت بإدراج آثار جبة والشويمس في قائمة التراث العالمي.
وتقع النقوش الصخرية برابط والمنجور إلى الجنوب الغربي من مدينة حائل على بعد حوالي 320 كم، وهو عبارة عن مرتفعات من الحجر الرملي تضم واجهتها وواجهة الأحجار المتساقطة حولها الكثير من اللوحات المنفذة بدقة متناهية، وهي رسوم لأشكال آدمية مكتملة تظهر أحيانا منفردة أو مصاحبة لأشكال حيوانية برؤوس بيضاوية أو على هيئة تصوير لعملية الصيد، وكذلك أشكال حيوانية (أسود – فهود، حمير، أبقار، وعول) نحتت بأحجامها الطبيعية.
ويتميز الموقع العالمي بوجود لوحات إفريزية جميلة نفذت بدقة متناهية يصل طول إحداها إلى حوالي 12 متر، وتضم رسومًا لأشكال آدمية وحيوانية وأشكال هندسية منحوتة بشكل فني على سطح أحد الأحجار الموجودة بالقرب من مدخل أحد الكهوف.
وتشير الدراسات إلى أن جميع ما تم اكتشافه من رسومات صخرية في المواقع يعود إلى ثلاث فترات يعود أقدمها إلى منتصف الألف السابع قبل الوقت الحاضر، وبعضها يعود إلى الفترة الثمودية ما بين 1500- 2500 سنة قبل الوقت الحاضر، والبعض الآخر يعود إلى الفترة العربية.
وقامت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بإعداد المخطط العام لتطوير موقعي النقوش الصخرية في جبة والشويمس، واعتماد أعمال التطوير اللازمة بالموقعين، وكذلك طرح مشروع تأهيل موقعي الفنون الصخرية في جبة والشويمس للتنفيذ، وتسويق الموقعين من خلال الوسائل التسويقية للهيئة، وتجهيز مراكز الزوار بالإجهزة ووسائل الاتصال، وعقد ورش عمل توعوية بأهمية مواقع التراث العالمي.
وتمثلت خطة عمل ومسؤوليات الشركاء مع الهيئة في تطوير الموقع التاريخي، في توفير البنية التحتية للموقعين، وإنشاء قاعدة بيانات مع جامعة حائل لحصر النقوش الصخرية على مستوى المنطقة والتعريف بها، وتوفير موقع للاستثمار مع الزراعة والبلديات وتركيب اللوحات الإرشادية وحماية المواقع من أي تعديات وتطوير أنشطة سياحية قريبة من الموقعين.
وعملت هيئة السياحة بالتعاون مع الشركاء على تركيب لوحات إرشادية للموقع وانهاء اجراءات استكمال الطريق المؤدي إلى مركز الزوار وتحديد مساره، والانتهاء من اجراءات إيصال التيار الكهربائي إلى مركز الزوار بالشويمس، وتحديد موقع برج الاتصالات المطلوب في الموقع والذي سوف يعمل بالطاقة الشمسية.
ومن الأعمال التي تشرف عليها الهيئة لتطوير الموقع الأثري وتهيئته للزوار، تركيب سلالم خشبية وتركيب مظلات وحواجز خشبية وتركيب لوحات ارشادية وبردورات حجرية، وتهيئة ممرات المشاة وتركيب المنصات الخشبية.
وكانت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” أدرجت موقعي الرسوم الصخرية في منطقة حائل بالمملكة إلى قائمة التراث العالمي في 16 رمضان 1436هـ الموافق 3 يوليو 2015 لتكون الموقع الرابع في المملكة المسجلة في قائمة التراث العالمي بعد مدائن صالح والدرعية وجدة التاريخية.