نجران/ احمد النغيثر/
تتمتع مملكتنا الغالية بالكثير من مواقع التاريخ الإسلامي التي احتضنت معارك أو مواقف لأحداث نبوية ، ولعل قرية الأخدود بمنطقة نجران جنوب السعودية، من الأماكن الأثرية والسياحية التي وضعت بصماتها في سجلات التاريخ، والتي يجاورها قصر الإمارة التاريخي، وآبار حمى، والعديد من القرى التراثية المنتشرة على ضفاف وادي نجران.
تقع قرية الأخدود على مساحة 5 كيلومترات مربعة جنوب غرب نجران، وتحكي قصة أناس عاشوا قبل أكثر من ألفي عام، ورد ذكرهم في القرآن الكريم.
وشهدت نجران طوال تاريخها أحداثا مهمة،وأبرز تلك الأحداث هي حادثة الأخدود المذكورة في القرآن الكريم، التي ذهب ضحيتها آلاف من أبناء المنطقة في محرقة كبيرة قبل أكثر من 2000 عام، بعد أن أقدم ذو نواس، آخر ملوك التبابعة على الانتقام من مسيحيي نجران عندما رفضوا اعتناق الديانة اليهودية.
كما تتمتع المنطقة بوجود آثار ومواقع مهمة تعود للفترات البيزنطية والأموية والعباسية، وكلها تؤكد أن المنطقة كانت ذات موقع تجاري وزراعي مهم وعمق حضاري لافت.
ويعد موقع الأخدود الأثري نموذجاً للمدن المميزة لحضارة جنوب الجزيرة العربية، وهو الموقع الذي كانت تقام عليه مدينة نجران القديمة التي ورد ذكرها في نقوش جنوب الجزيرة العربية باسم (ن ج ر ن)، ويعود تاريخ القلعة أو القصبة التي تشكل العنصر الأبرز في الموقع، إلى الفترة الممتدة من 500 قبل الميلاد إلى منتصف الألف الأول الميلادي، وهي فترة الاستيطان الرئيسية للموقع.