الجزائر /العمانية/
اضطلعت جمعية /مزغنة شان وهمّة/ بمهمّة الحفاظ على التراث المادي واللامادي من الاندثار والسطو الذي طال العديد من الأزياء والحليّ التقليدية، خاصة في ظل الانفتاح الذي وفّرته وسائل الاتصال الحديثة.
وتعمل الجمعية التي أُسست سنة 2009، على مساعدة الحرفيّين في التسويق لمنتوجاتهم التي تندرج ضمن الصناعات التقليدية الأصيلة، وإيجاد مساحات يعرضون فيها أعمالهم دون مقابل، إلى جانب تنظيمها دورات مجانية للشباب الراغبين في تعلّم الحرف التقليدية.
وتقوم الجمعية بمهمّة التعريف والترويج للموروث المادي واللامادي واحتضانه، حتى لا يضيع أو يتعرّض للسرقة، على غرار التعدّي المكشوف
الذي تعرّضت له بعض الأزياء التقليدية مثل “الكاراكو”، و”الشدّة التلمسانية”، و”خيط الروح”، و”البلوزة”.
وتقول رئيسة الجمعية، سعاد مسعودي، في تصريح لوكالة الأنباء العمانية، أن هذا التعدي دفع الجمعية إلى تنظيم صالونات ومعارض على مدار السنة،
والتوصية بتخصيص فضاءات للحرفيين داخل الفنادق، والمشاركة في معارض دولية من أجل الترويج للموروث الثقافي المتنوّع الذي تتسم به
الجزائر، على غرار الأزياء التقليدية التي ترافقها الحليّ، كالزي القبائلي أو ما يُطلق عليه اسم “الجُبّة”، وهو زيٌّ مزركش بالنقوش والأشكال المتنوعة،
ترافقه الحليّ الفضيّة في العادة.
أمّا”البلوزة الوهرانية”، التي ظهرت في القرن السادس عشر، فهي معروفة باختلاف تفصيلاتها وألوانها الزاهية المرصّعة بالعقيق، وترافقها الحليُّ
الذهبيّة الثقيلة، وتعدّ مصدر إلهام للعديد من الألبسة التقليدية الأخرى.
كما يزخرُ الشرق الجزائريُّ بالكثير من الأزياء التقليديّة الأصيلة، على رأسها “القندورة”، أو”جُبّة الفرقاني”، والتي يعود تاريخ ظهورها إلى سنة
1450م، وتُطرّز بخيوط رقيقة بيضاء من الفضة أو بالخيط الأصفر المصنوع من الذهب وخيط الفتلة الحرة الأصلية المتكوّن من 12 خيطاً،
ويعدّ هذا الزيُّ ضروريّاً في جهاز العروس، لما له من علاقة بتراث المنطقة وتقاليدها.
أما الزيّ العاصميّ المسمّى “الكاراكو”، فقد ظهر في القرن الخامس عشر، وكان ارتداؤه مُقتصراً على الطبقة الأرستقراطية نظراً لارتفاع سعره،
وتذكر كتبُ التاريخ أنّ أوّل من ارتدى هذا اللّباس هم رجال الطبقة الحاكمة، كما كان الزيّ الرسميّ لدايات الجزائر أثناء حكم العثمانيين، وغالبا ما
يرافقه منديلٌ للشعر يُعرفُ بـ”محرمة الفتول”.
ومن بين الحليّ التقليدية التي تميّز المرأة العاصميّة “خيط الروح”، و”عقد الجوهر”، وهي حليّ تعبّر عن عمق الأصالة والتقاليد.