كثيرا ما تجتذب المتاحف الشخصية المهتمين بالتراث والحرف اليدوية والمقتنيات القديمة، و تجد أنه من الضرورة بمكان توثيقه و العناية و الاهتمام به .
وما كان يعتبر “كراكيب ” لدى البعض .. فيسارع للتخلص من القديم ، تجد من يسارع لاقتنائه في المزادات ، أو انتشاله من مستودعات مهجورة وقد تراكم عليها الغبار ، تشكو همها وبثها لمن يرحم وحشتها، فتجدها تتربع بخيلاء على أرفف زجاجية براقة ، أو ضمن دواليب ذات أرفف منتظمة منسقة ، وقد ارتفع سعرها وقيمتها ، تهفو إليها الأنفس مشدوهة بالجمال، مشدودة للماضي الجميل ، والمشاعر تتهادى تترى تثير الأحاسيس ، وتخاطب الوجدان، و تستدعي الذكريات .
وهنا يأتي السؤال ..
هل الاهتمام بالتراث ترف لا يتوفر للمنغمسين في مهام أعمالهم ومسؤلياتهم اليومية .. ؟!
أم هواية لمن يجد لديه متسع من الوقت يلبي نداء الماضي الجميل والحياة مع بعض الذكريات ؟!
أم شغف يضحي الفرد في سبيله بالمال والوقت والجهد ، يستشعر به ومعه بالحنين، و يعيد الذاكرة لمرحلة من العمر لا يريدها أن تمضي دون أثر .. ؟!
أم إحساس بالمسؤلية تجاه عمر مضى يريده حيا في وجدان الجيل الحاضر و في المستقبل ؟
تجمع المتاحف بين خزائنها وارففها و واجهاتها حياة من سبقونا، وتشعرنا بالارتباط بجذور عريقة تحيي فينا الذكريات ، وتمنح الحياة بهجة المقارنة بين الماضي والحاضر وقدرتنا على الحفاظ عليه ونحن نعيش الحاضر ونتطلع للمستقبل .
ولا يخفى علينا الجهود الكبيرة والتكاليف التي يتكبدها أصحاب المتاحف الخاصة ، كما يتضح بزيارتنا لمتاحفهم حجم هذا الحب للماضي وذكرياته، والوفاء للعادات والتقاليد ، والاعتزاز بالمقتنيات التي يزينون بها أرفف متاحفهم و قاعاتهم .
فلا بد من تقدير جهودهم هذه لدورها الكبير في إحياء التراث الثقافي والفني العربي الثري والمتنوع عبر التاريخ وتوريثه للأجيال القادمة.
ونذكر بدور الجهات الرسمية في تشجيع المبادرات الشخصية ليستمر أصحاب المتاحف بشغفهم الذي يروي عطشنا وشوقنا للماضي الجميل، و الذي نشاركهم به و قد منعتنا ظروفنا من السير على خطاهم فحققوا لنا بعض المتعة في حين هم يعيشونها يوميا .
هنيئا لهم هذا الشغف .. وإن رآها أحدهم “كراكيب”