بقلم :منصور جبر
يتوسط مدينة الطائف بحلته البهية ، يتربع بقوة ، محاطاً بجلباب البهاء والجمال ، مهابا بروحانية القداسة والجلال ، إنه مسجد الإمام عبدالله بن العباس رضي الله عنه ، الذي يَشْمَخُ بمنارته الفريدة شاهداً على قصة يرويها التاريخ .
يُعتبر مسجد عبدالله بن العباس رضي الله عنه من أقدم وأهم المساجد الأثرية في مدينة الطائف ، ويُسمى كذلك مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقد بناه عمرو بن أمية بن وهب لمّا أسلمت ثقيف .
بُني هذا المسجد في المكان الذي صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم .. وقد جددته السيدة زبيدة بنت جعفر عام 192هـ .
وقيل أن المسجد بُنِيَ أيام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء العباسي سنة 592هـ .
وذكر بعض المؤرخين أن المسجد قديماً كان تحويطة صغيرة ، ثم أُدمج فيما بعد مع مسجد عبدالله بن العباس رضي الله عنه .
اعتنى الخلفاء والسلاطين بمسجد عبدالله بن العباس رضي الله عنه ، فجدد ورمم وتمت توسعته عدة مرات ، وكانت آخر توسعة له في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله عام 1381هـ حتى أصبح في شكله الحالي ، بمساحة كبيرة ، وبناء فخم ، وطراز معماري فريد .
لمسجد عبدالله بن العباس 20 باباً جميلاً تنفذ إليه ، مصنوعة من الخشب القوي ، يعلو كل باب اسم صحابي جليل رضي الله عنهم جميعاً ، وقد تم تخصيص بابين منها لمصلى النساء .
سمي مسجد عبدالله بن العباس بهذا الاسم لوجود قبر الصحابي الجليل عبدالله بن العباس رضي الله عنه بجواره ، كما يقع بجواره أيضاً قبور 15 صحابياً رضوان الله عليهم جميعا .
وفي جانب المسجد تقع مكتبة كبيرة ، تحوي كتبا ومخطوطات نادرة ، بالإضافة إلى أحجار أثرية عليها نقوش ، تعود إلى عشرات القرون الماضية ، ما زالت محتفظة بنقوشها وزخرفاتها الإسلامية الفريدة .
لمكانة هذا المسجد الكبير في مدينة الطائف فإن له بابا كبيرا بجواره ، يحمل اسم الصحابي الجليل عبدالله بن العباس تخليدا وتعظيما وإجلالا لموقع مصلى الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم ، وتخليداً لمكان رفات حَبْرِ هذه الأمة رضوان الله عليه الواقع أمام مصلى النساء .
رحم الله عبدالله بن العباس رضي الله عنه ، الذي قدم لمدينة الطائف علماً أصيلاً ، ولازمها حتى توفاه الله فيها طيباً مطيباً إلى يوم القيامة إن شاء الله .