الشمالية : رؤى إبراهيم
الداخل الى منطقة البركل في شمال السودان وضمن اكثر المناطق جاذبية للسياح بالولاية الشمالية يقف على الكثير من القصص و الحكايا و الاساطير التي تحف المكان الاثري و الذي يعود لاكثر من 12 الف عام قبل الميلاد .
ولعل (الجبل المقدس) وهو جبل البركل من اكثر المناطق التي تختلف حوله الاقوال وقال الخبير في مجال الاثار هيثم محمد عبد الرحمن ان جبل البركل يتكون من الحجر النوبي الرملي ويبلغ ارتفاعه اكثر من 91 متر، واختار (تحتمس الثالث) هذا الجبل ليقيم قبالته عدد من المعابد و خلفه شيد اكثر من سبعة إهرامات وهي عبارة عن (مدافن ملكية) .
وجاء اختيار جبل البركل نسبة لتميز موقعه وتوسطه لمناطق شمال السودان (مثل دنقلا و الكوة ومروي) ، ويقع الجبل على الضفة اليمنى للنيل على بعد 30كلم من الشلال الرابع ، ولتميز الموقع قام الفراعنة ببناء اكبر معبد للأله آمون في حوالي العام 1500 قبل الميلاد وتقول الاساطير انهم كانوا يعتقدون ان (الاله) يسكن داخل الجبل المقدس .
وكان (البركل) في القرن الثامن قبل الميلاد يعد عاصمة مملكة نبته ومن هذا الجبل حكم السودان من قبل الملوك السودانيين الاوائل (بعانخي و شباكا، شبكتو ، طهارقا، وتانوت آمون) وكان نفوذ السودان يمتد الى حدود فلسطين ، ويقول سكان المنطقة أن (الاله آمون رع) قام بنحت مقدمة جبل البركل على شكل (كوبرا) تتجه ناحية شروق الشمس والكوبرا هنا ترمز الى الملك و القوة وكان قدماء الفراعنة يضعونها على تاج (الملكة) .
ويؤكد الاستاذ هيثم عبد الرحمن ان الابحاث لازالت جارية لمعرفة سر اختيار نحت (الكوبرا) على مقدمة الجبل ، وفي المقابل سرد مواطني المنطقة الكثير من الاقاويل حول الجبل و شكله حيث اجمعوا على ان الشكل المنحوت هو شكل (إمرأة) توجه وجهها صوب الجبل وانها بمثابة حارس لهذا الجبل لتحول دون تغير الطبيعة شكله .
فيما يعتقد البعض ان عوامل الطبيعة أسهمت في تغيير شكل الافعى التي نحتها آمون على مر العديد من السنوات ليصبح شكلها أقرب للمرأة أو الملكة .
في نهاية القرن الرابع الميلادي حوالي 310 ق .م تم تحويل العاصمة إلى البجراوية بالقرب من كبوشية (مروي) ولكن جبل البركل ظل المركز الديني الرئيسي الذي يتم فيه تتويج الملوك حتى نهاية المملكة في العام350م.