المدينة المنورة:جمال بنت عبدالله السعدي
لايملك من يزور متحف ابنة المدينة المنورة البارة السيدة المدينية الاستاذة خولة البيجاوي إلا أن تطوف به مجموعة من الأسئلة التي تراودنا للاستفسار عن كنه هذا العشق الذي تجلَّى بمتحف يتحفنا بكل ما هو جميل، يعود بنا للزمن الأصيل الذي عاش به الأجداد ، وذلك ليس بغريب على كل من يعشق الذكريات ، ويعيش الماضي بكل جمالياته ، فحرصت على ترجمته كلوحة متكاملة الأركان في بيتها باسم “متحف غندورة” ليظل حيا في أذهان الجيل الجديد والأجيال القادمة ، و يداعب مشاعر الجيل الذي عاصره على الرغم من التطور الحضاري الذي اكتسح كل مجالات الحياة ، و ما احدثته التقنية المعاصرة ، إلا أنه لم يفقد رونقه ، وما زال يقول نحن هنا وهكذا كنا ..
طلبت من الأستاذة خولة عبدالرحمن البيجاوي التعريف بنفسها فأجابت :
اعرف نفسي ب ( لمستي المميزة )
مصممة ازياء وهاوية ومحبة للفن والحرف اليدوية بمختلف انواعها ، شغوفة بالتصميم والإبداع ومتقنة لفن تشكيل السيراميك ومنسقة للفعاليات والمعارض التراثية والمعاصرة .
– ما معنى اسم غندورة و لماذا اخترتيه اسما لمتحفك ؟
غندورة تعني الحَسَن الجميل من الشباب ، و يطلق على من يمشي بدلال وتبختر .
وجاء الاسم عندما أقيم مهرجان طنطورة و كنت قد انهيت ترتيب متحفي ، و حزنت لعدم تمكني من زيارة المهرجان ، فطرأ على ذهني تسمية متحفي (غندورة )على وزن طنطورة .
– حدثينا عن متحف غندورة ، وما الدافع لإنشاء هذا المتحف الجميل.؟
– بالنسبة ل( متحف-غندورة ) بدأت من سنين باجتهاد شخصي حيث جمعت و دمجت بين عدد كبير من المقتنيات، بالإضافة إلى استخدام الرسم مما يكمل قصة الزمن الجميل وأهله ، و أضفت عليها من لمستي المميزة رموزا تحاكي الماضي الجميل بتفاصيله ، كالرسم على القدور و على الدفوف و غيرها ، بصورة تعكس شخصيتي ، و تحكي عن الحياة بالمدينة داخل البيت و في الشارع و ماعاشه الآباء والأجداد بصورة مبسطة من عادات وتقاليد شعبية في المناسبات والأعياد ، وما زلت ابحث عن إضافات ،و لكل ركن فيه له حكايات وليس مجرد حكاية زمن جميل ما نزال نعيشه بوجداننا .
لو تكلمنا عن قطعة نسرد قصص عنها ونسرح بمخيلتنا لنعيش رحلة من عبق الماضي الجميل التي مازال اثرها في تربيتنا وتربية ابنائنا ولله الحمد.
– ما رد فعل الزوار لمتحف غندورة ؟
الزوار وماادراك ماالزوار ..
الشعور الذي ينتابني عند رؤية مشاعر الزوار والاستماع إلى تعليقاتهم وحنينهم للزمن الجميل وذرف الدموع والوقوف على اجمل الذكريات التي عاصروها او سمعوا عنها من آبائهم او اجدادهم.
يزيدني فخرا واعتزاز بالإنجاز الذي حققته بفضل الله وبفضل رضى الوالدين وفضل أسرتي الغالية و أهلي وكل محب دعمني بكلمة لطيفة ودعاء جميل استطعت نقل الزائر عبر كبسولة الزمن إلى زمن جميل مازال عطره يلوح في الأفق ومازالت أنفاسه تداعب القلوب وتلامس المشاعر .
– للمتاحف دور كبير في حفظ الموروث الشعبي .. ما نصيحتك التي توجهينها لمن يرغب بإنشاء متحف خاص ؟
لا شك أن دور المتاحف هو حفظ و نقل الإرث الحضاري والمورث الاجتماعي بحب .
و أنصح من يريد إنشاء متحف أن يبدأ بشغف، ويعيش الحنين، ويكون صادقا في مشاعره ، و أن يكون هو أول الزائرين ليشعر بشعوره ، وان يهدف إلى نشر رسالة مهمة من زمن الطيبين إلى الزمن الأطيب ، نحن من يتغير وليس الزمن بأيدينا نزرع الورد وننشر عبيره في ارجاء المعمورة بأيدينا نحقق الرضى والحب ومتعة التواصل وصلة الرحم والتكاتف والتالف والعلاقات الاجتماعية والبساطة وسهولة الحياة والتوكل على الله في جميع أمورنا اولا واخيرا . و هذا مما نبحث عنه في زمن الطيبين لنعيشه من جديد .
– لا بد لكل من يريد أن يؤسس متحفا أن يكون قد زار متاحفا و أطلع على تجارب الآخرين، فما المتاحف التي زارتها الاستاذة خولة خلال مسيرتها .
زرت العديد من المتاحف داخل وخارج الوطن منها على سبيل المثال :
في المدينة زرت متحف اسماء الله الحسنى
وفي جدة متحف عبد الرؤف خليل
ومتحف اثراء المعرفة في المنطقة الشرقية
و في أوربا الكثير من المتاحف في باريس وروما ولندن وتركيا و في سوريا المتحف الحربي في الأندلس .
و من خلال سفراتي لأي دولة يجب أن اقتني رمزا من رموزها فلربما في يوم من الايام اجمع مقتنيات ورموز هذه البلدان واضيفه إلى جزء من المتحف ليكون متحف عالمي باذن الله .
– كيف الإقبال من الزوار على المتحف ؟
الإقبال جميل و مبشر ولله الحمد ف خلال اسبوعين زارنا ما يقارب ١٥٠ زائر و كان الانطباع كان أكثر من رائع .
وفي الختام سألناها عن طموحاتها لتقول :
طموحي همة حتى القمة بأذن الله.