المنامة/ بنا /
نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار في المسرح المرن بمسرح البحرين الوطني اليوم الأربعاء الملتقى الوطني للتراث غير المادي في نسخته الثالثة، بحضور الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار والشيخ محمد بن خليفة آل خليفة مدير إدارة التراث الوطني بالهيئة، إضافة إلى حضور عدد من الخبراء في التراث غير المادي والباحثين والعاملين في هذا المجال والمهتمين.
وناقش الملتقى هذا العام أربعة عناصر من التراث غير المادي لمملكة البحرين وهي: النخلة، صناعة الفخّار، صياغة الذهب واللؤلؤ.
وبهذه المناسبة قالت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة إن التراث الثقافي لا يشير إلى المباني التاريخية والآثار، بل يشمل التقاليد العريقة التي نجحت في العبور للأجيال، مؤكدة أن التراث الثقافي الذي يحمل الهوية ومعاني التلاحم الاجتماعي يتطلب الحماية والترويج، ونوّهت إلى أن اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لعام 2003م مكّنت الدول الأعضاء في منظمة اليونيسكو من تحقيق اعتراف واسع بأهمية صون الممارسات الحية.
وأوضحت أن الاتفاقية أرست بعمق مبدأ صون التراث الثقافي غير المادي في القانون الدولي، حيث أصبحت مرجعاً للدول التي وقعت عليها والتي بلغ مجموعها أكثر من 90 بالمئة من الدول الأعضاء.
واختتمت كلمتها بالقول إن هيئة البحرين للثقافة والآثار تنظم النسخة الثالثة من الملتقى الوطني للتراث الثقافي غير المادي تأكيداً على أهمية العمل لصون تراث مملكة البحرين وإحياء أجمل ما يميز أرض وتاريخ وتراث المملكة، وتوجهت بالشكر الجزيل إلى كافة المشاركين في الملتقى والعاملين على إنجاح هذا الحدث الذي يعكس الاهتمام المتنامي في البحرين بهذا الجزء الهام من تراث البحرين الثقافي.
أما الدكتور منير بوشناقي المستشار في المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي فتحدث عبر كلمة مسجلة حول الاهتمام العالمي بحماية التراث الثقافي غير المادي، وبالأخص ما توليه منظمة اليونيسكو من تنسيق ما بين الدول من أجل حماية هذا النوع من التراث عبر العديد من الأدوات ومن أهمها “اتفاقية 2003م” الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي.
وقال إن مفهوم التراث الثقافي اليوم يشمل العادات والتقاليد والأغاني الشعبية وكل ما تبدعه الجماعات من ميراث متناقل بين الأجيال تحت مفهوم التراث الثقافي غير المادي، بما يعمق للشعوب الإحساس بالهوية والشعور باستمراريتها، معرباً عن أمله في أن يخرج الملتقى بتوصيات ومقترحات تؤكد على أهمية هذا التراث الحي وتعزز من مكانته محلياً وعالمياً.
وتناول الملتقى في جلسته الأولى العنصر الأول من التراث الثقافي غير المادي، وهي النخلة، وتحدث خلالها سعادة الدكتور عبدالعزيز محمد عبد الكريم الوكيل المساعد لشؤون الزراعة والثروة البحرية في وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، حيث تقدّم بالشكر لهيئة البحرين للثقافة والآثار على تنظيم الملتقى، مشيراً إلى أن النخلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنسان البحريني والبيئة المحيطة به، كما تنعكس على المجتمع وتتنوع استخدامات مكوناتها لتكون حاضرة بتفاصيلها في البيوت البحرينية القديمة.
وأكد على عمق وجود النخلة في تاريخ حضارة دلمون التي توضحها نقوش النخلة الموجودة على اختامها. وفي ختام حديثه أكد الوكيل عن أهمية تعزيز جهود حفظ وصون الرقعة الزراعية في مملكة البحرين مشيداً بجهود هيئة الثقافة الرامية لتوظيف النخلة ضمن عناصر التراث الثقافي غير المادي بالمملكة.