قبيل غروب الشمس نشاهد أغلب بيوت الحارة ومرازيبها تصب الماء كمعزوفةٍ لها وقعٌ مؤنس ، مما ينبي عن أن السطوح تغتسل ، هي عادة تعودنا عليها، وذلك كي تبرد السطوح ثم يفرشون الحصير ، وبعده يمدون المراتب ذات الألوان الزاهية التي ننام عليها ،وكلٌ منا يعرف مرقده ، وكم كان الاستلقاء ومد البصر إلى السماء يمتعنا حيث تتحول إلى شاشةٍ بديعة، تنتثر فيها النجوم التي كثيرًا ماكانت ترحل بنا خلف الوجود ، وتحملنا حيث تحلق أحلامنا الصغيرة ، كم رأينا السحب وهي تتحول أمامنا إلى عصافير وأسماك وأحيانًا إلى صورٍ بشرية ، فنضحك ونشير لبعضنا ونحاول أن نجسد هذه الأشكال .
كم صعدنا إلى السطوح بخفة ، لنقيم فعاليةحكايات ماقبل النوم ، التي تنتهي ببداية الأحلام، ولا يوقظنا منها إلا شمس تربت على أجفاننا .
من معيدي إلى تلك الليال الوادعة ، والصباحات الندية ، حين كان النوم متعة، والاستيقاظ احتفالا .
مقالات عامة > سلسلة كانت حارتنا : ليلى الأحمدي.
2023/08/25 12:58 ص
سلسلة كانت حارتنا : ليلى الأحمدي.
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://soyaah.com/28623/