الحارة هذا العالم الحقيقي الذي نظن بأنه الدنيا التي يتحدثون عنها ، فهذه مساحتنا التي نقيم فيها كل مناسبات الحياة ، العيد ورمضان ومناسبات الزواج ، وحتى العزاء وغيرها .
ومن هذه الاحتفالات “الشعبنة” ، حيث تقام قبيل رمضان وتقدم فيها حلويات مختلفة وعبرها لعبة سيدي شاهين ، نحن بنات الحارة في منتصف شعبان نرتدي أجمل الثياب ونجلس في ركنٍ نستمتع بأهازيج الأولاد : “سيدي شاهين ياشربيت” ….”ستى سعادة هاتي العادة سيدي سعيد هات العيد” … ، نحن الفتيات لانردد مثلهم ،فقط نجلس بأناقتنا وإشراقة وجوهنا البريئة تزين أطراف الحارة ، نلعب بعض الألعاب مثل “أم الخمسة” أو “الباصرة”… ،وكنا نتضاحك كثيرًا حين نرى الأولاد يطرقون الأبواب ويرددون : “أما تواب والا جواب والا نكسر هذا الباب” ، أما مشبك والا فشار والا نكسر هذي الدار” ، وحين تغدق عليهم “ست البيت ” يرددون : “قارورة ياقارورة ست البيت غندورة” ، أما حين تنهرهم ولاتعطيهم شيئًا نسمع : “كبريتة ياكبريتة ست البيت عفريته” .
وجميع نساء الحارة يخشين هذا الرد، لذا فمن النادر جدًا أن لا يقدمن لهم مايريدون .
وفي البيوت حين تغيب الشمس وبعد فترة المرح واللعب ، نجد الأمهات قد أبقين لنا من المشبك والفشار وبقية الحلويات مكافأة لنا على عدم مشاركة الأولاد في طرق الأبواب ، غابت هذه المظاهر وبقيت الذكريات الجميلة .
مقالات عامة > سلسة كانت حارتنا : ليلى الأحمدي .
2023/09/01 12:33 ص
سلسة كانت حارتنا : ليلى الأحمدي .
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://soyaah.com/28725/