والأنظار اليوم اتجهت صوب جدة حيث الظهور الأول المحتمل لنيمار مع كوكبة من نجوم العالم يتقدمهم بنزيما وكانتي وميترو وبونو المغرب وغيرهم في قمة جدة بين الاتحاد والهلال وفي جدة التاريخية بمعالمها وتراثها الفريد كانت المباراة نقطة ضوء اضافية نحو عروس البحر الأحمر.
واستبقتها عروس المصايف الطائف في نهائي كأس الملك سلمان للأبطال بين الهلال والنصر ، تلك المواجهات الرابط بينها نجوم عالميين ومدن سياحية تمثل أحد الوجهات المميزة في المملكة ، وجاءت تلك المنافسات في تلك المدن لتؤكد بجلاء دور السياحة الرياضية في إنجاح وإنعاش قطاع السياحة .
كانت تلك البطولة الرياضية أشبه بالحملة الترويجية للمقومات السياحية بالطائف وأبها ،فالنقل التلفزيوني لتلك المباريات وزيادة عدد المتابعين للدوري السعودي من مختلف أنحاء العالم لوجود النجوم العالميين كان له إنعكاس كبير على تطور الدوري السعودي ولفت أنظار طيف كبير من الجماهير الرياضية حول العالم ، وهم أشبه بالأدوات المتنوعة لوسائل الاعلام المختلفة من خلال متابعيهم في وسائل التواصل الاجتماعي والنقل التلفزيوني لمختلف الفضائيات كل بلغته من ايطاليا والمانيا والبرازيل وغيرها سواء بثا للمباريات او متابعة لأخبار نجومهم .
ومن البطولة العربية الى رقصة “العرضة السعودية” التي أداها رونالدو احتفاءً بهدفه في نادي الشباب وأثرها في التسويق للتراث والسياحة عالميا والتعريف بأحد عناصر التراث الغير مادي في المملكة .
وقد كان للسياحة الرياضية دورها الكبير في تسريع مرحلة التعافي لقطاع السياحة بعد جائحة كورونا التي ضربت القطاع في مقتل ، إلا أن العمل الكبير الذي نفذ في المملكة العربية السعودية وفق استراتيجية قوية مستندة على رؤية المملكة التي أولت القطاع السياحي والرياضي اهتماما كبيرا ادى ذلك لتكامل قوي فيما بينهما .
فالمنافسات الرياضية العالمية التي استضافتها المملكة في العامين الماضيين بعد عام كورونا كان لها الاثر الكبير في إنعاش قطاع السياحة في ظل الإغلاقات الكبيرة التي كانت في المدن السياحية في العالم .
الا أن المملكة بدقة تدابيرها الصحية وتميزها في إدارة الحشود والفعاليات كان لها الأثر الكبير في نجاح استضافة البطولات الرياضية المختلفة ، فاستضافت في ايام كورونا سباق المحركات “داكار 2021” في الثاني من يناير بمشاركة أكثر من 500 ،و استضافت محافظة العلا سباق “إكستريم إي العلا”، بالإضافة الى تنظيم وإقامة رالي الشرقية الصحراوي ،وفي أغسطس في مدينة الطائف، نظم الاتحاد السعودي للهجن النسخة الثالثة من مهرجان ولي العهد للهجن .
وقد انعكست تلك النهضة الكبيرة في القطاع السياحي والزخم الإعلامي للمقومات السياحية في المملكة والتسهيلات الكبيرة في التأشيرات السياحية ، وأحدثت فائضاً هائلاً في ميزان المدفوعات لبند السفر خلال الربع الأول من عام 2023بلغ الفائض 22.8 مليار ريال مقابل عجز قدره 1.6 مليار ريال في الربع الأول من العام السابق، وتحقق هذا الفائض نتيجة للنمو الكبير لإيرادات السياحة الوافدة بحوالي 225% مقارنة بالربع الأول من عام 2022م لتصل إلى حوالي 37 مليار ريال سعودي بحسب بيانات البنك المركزي السعودي.
كل تلك المنافسات والبطولات الرياضية والنجوم العالميين الذين باتوا محط أنظار العالم لمشاركاتهم في الدوري السعودي وتردد اسم المملكة في سوق الانتقالات الكروية العالمية يؤكد الدور الكبير للسياحة الرياضية في الترويج لقطاع السياحة بكل أنماطها وبالتالي ينعكس على معدلات تدفق السياح والذي أكده تقرير واحصائيات وزارة السياحة .