يجهل بعض من يزاولون مهنة “الإرشاد السياحي” دون تأهيل أكاديمي ومهني على أيدي المختصين خطورة عملهم خارج الإطار القانوني الذي حدد معايير واشتراطات لممارسي هذه المهنة لما تحمله من مسئولية بالغة الأهمية تطال تاريخ البلاد الحديث والقديم، وإن تشويهه الصورة الحقيقية سواء بالمبالغة والإنقاص يعد تطاولاً يحاسب عليه القانون بعد الغرامة بالسجن.
وزارات وهيئات السياحية في مختلف دول العالم تعي أهمية هذه المهنة، وتعي جيداً رسالة الممارسين لها، وتسعى دائماً أن تأخذ هذه المهمة عملية التطوير ومواكبة المتغيرات التي تستجد بين الحين والآخر، وتقوم بعض الكليات والمعاهد المحلية والخارجية بإيجاد المناهج التي تبرز “المرشد السياحي” في أحسن صوره، وتوفر له المعلومات المحدثة مباشرة، وتصحح له الروايات التاريخية التي يمكن أن تجعله وبلاده في مواقف محرجة أمام السياح.
سابقاً كان سائق التأكسي أو الباص وحتى مرافقه لخدمة الركاب بشكل عام والسياح بشكل خاص يمارسون مهنة “الإرشاد السياحي” ومعلوماتهم التي توارثوها جيلاً بعد جيل أو أكتسبوها من المهنة تنقل مباشرة إلى السياح دون أي فلترة أو تدقيق، وتجد في وسطها معلومات وأرقام أو أحداث ربما لا تعني هذه البلاد وإنما من تاريخ دول أخرى. بل ربما حتى الإنجازات الحديثة والعمران القريب من سنوات عمره لا يعرف عنه الكثير رغم النشر عنها في وسائل الإعلام.
للحد من كل هذه الأمور وأكثر أتخذت الوزارت والهيئات السياحية شروطاً صارمة بعض الشيء لكل من يرغب في ممارسة هذه المهنة، وأن يجتاز عدة امتحانات شفهية وتحريرية بالنسبة للجيل القديم، ومؤهل جامعي ويفضل تخصصي في الشأن السياحي للجيل الجديد حتى يتم عمل مراقبة لهذه المهنة وفق الشروط العالمية الموحدة وإن اختلفت في جزئيات بسيطة بين بلد وآخر.
“الإرشاد السياحي” مهنة العصر الحديث في الإنعاش السياحي ولم تقتصر هذه المهنة على فئة الرجال دون النساء التي أخذت تتسابق في حجز موقعها البارز بكل جدارة، وأصبح التنافس بين الجنسين واضح في التطوير من خلال التمكن في إتقان عدد من اللغات والحرص على دخول الدورات التدريبية من أجل تطوير المهارات في هذا المجال.