أفراح الجيران .
لم تكن هناك قصور أفراح ، فقد كان الفرح “الجواز” يقام في الحارة نفسها فتوضع أشرعة التيزار في الحارة لتحديد موقع الحفل ،ويطلبون من البيوت الواقعة في نطاق التيزار الاستعداد لاستقبال الضيوف ، ولم يكن ذلك تكليفًا بل تشريفًا فتبدأ ربات تلك البيوت بتحضير بيوتهن دون تردد ، في المكان المحدد يُفرش السجاد وعليه الكراسي الحديدية وفي وسط المكان توضع مرتبتين من الإسنفج لجلوس “الدقاقات ” ولتزويد الناس بالمياه توضع حنفية مملوء بالثلج والماء في طرف من المكان و بالطبع تعلق عقود اللمبات في الأعلى .
المنظر بهيج بالنسبة للجميع وخاصة الأطفال ، وكل البيوت التي تدخل في نطاق المكان تفتح للضيفات، يدخلن لوضع العباءات والتزين أو استخدام مرافق البيت ، والعروس تكون في البيت الرئيس وهو بيت أهلها ، وتأتي إليها “النصاصة” وهي المزينة ، وتستطيع النظر من “الروشان” لرؤية حفل زفافها وتستمع إلى الطرب وتشاهد الرقص .
في هذه الأثناء تدار القهوة والشاي والحلويات على الضيفات ، وهناك في أحد أركان الحارة الطباخ يصنع طعام العشاء ويحضر البف أمام أعين الجميع وغالبًا يتجمع حوله الأطفال يتفرجون .
بدون أي تعقيدات ينتهي الفرح بزفة العروس بفستانها الأبيض البسيط والذي غالبًا ماتخيطه لها إحدى الجارات أو الأم نفسها ، ومع العروس كوكبة من بنات الحارة يرتدين الفساتين البيضاء ويحملن الشمع والزهور ، ثم العشاء والذي غالبًا مايكون “بخاري وبف ودقس ” وللتحلية الفواكه فقط . وبكل بساطة يأتي العمال لحمل السجاد والكراسي .
2023/10/12 10:40 م
سلسلة كانت حاارتنا .. ليلى الأحمدي.
Permanent link to this article: https://soyaah.com/29143/