الدوحة – قنا
افتتح متحف قطر الوطني اليوم، المعرض التاريخي مسار الزمن: الفن والأجداد في أوقيانوسيا – متحف المتروبوليتان للفنون/ للجمهور ويستمر حتى 15 يناير المقبل.

ويحكي المعرض الذي يضم أكثر من 120 عملا من مجموعة متحف المتروبوليتان للفنون‏، قصة التعبير الإبداعي والابتكار على مر القرون في جميع أنحاء جزر المحيط الهادئ، وهذه القطع الاستثنائية، التي تعرض أثناء تجديد جناح مايكل سي. روكفلر في متحف المتروبوليتان للفنون، تغادر جدرانه لأول مرة منذ أن أهدى نيلسون روكفلر المجموعة إلى متحف المتروبوليتان في عام 1969.

ويتناول المعرض، الفنون البصرية في أوقيانوسيا من منظور جديد يستكشف عمق الروابط المتجذرة بين الشعوب الأسترونيزية (سكان المحيط الهادئ). وتمتاز التحف المعروضة بقيمتها الفنية والتاريخية، وتتنوع بين المنحوتات الخشبية وقطع الزينة الشخصية والمنسوجات.

ويمتد تاريخ هذه الأعمال الفنية من القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر، وقد أبدعتها أنامل شعوب من منطقة جنوب شرق آسيا المليئة بالجزر إلى أستراليا وبابوا غينيا الجديدة إلى أرخبيلات الجزر في شمال وشرق المحيط الهادئ.

وبهذه المناسبة قالت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: “إن معرض مسار الزمن دليل جديد على التعاون طويل الأمد بين متاحف قطر ومتحف المتروبوليتان للفنون، والذي لا يقتصر على تبادل المعارض فحسب، بل أيضا على التعاون البرامجي والبحثي الواسع”.

وأضافت سعادتها: “لطالما التزمت متاحف قطر بنقل أفضل ما في قطر إلى العالم وجلب أفضل ما في العالم إلى قطر”، مشيرة إلى أن تقديم معرض /مسار الزمن ‏بالأحداث التاريخية لشعوب أوقيانوسيا والمجموعات الخاصة بها بالتوازي مع روايات قطر التاريخية يؤدي تلك المهمة.

ومن جهته، أوضح السيد ماكس هولين، المدير التنفيذي لمتحف المتروبوليتان للفنون، أن مهمة المتحف تتمثل في دراسة الفن والحفاظ عليه وتقديمه لأكبر عدد ممكن من الجمهور، لافتا إلى أن هذا المعرض يقدم كنوزا رائعة من مجموعة متحف المتروبوليتان للفن الأوقيانوسي ذات الشهرة العالمية، منوها بأن جولته الدولية تعد انعكاسا لالتزام المتحف بمشاركة الفن والمعارف مع العالم.

وأضاف أنه من خلال مجموعة المنحوتات الضخمة والأقنعة الاحتفالية والأزياء الملكية من ثقافات جزر أوقيانوسيا النابضة بالحياة، يقدم المعرض تنوعا فنيا مذهلا ينقل وجهات نظر السكان الأصليين والمعارف الجديدة على حد سواء، بتقييم فني متميز من قبل مايا نوكو، قيم متحف الميتروبوليتان للفن الأوقيانوسي.

ويأتي معرض ‏مسار الزمن بتقييم فني من د.مايا نوكو (نجاي تاي)، وإيفلين إيه جيه هول، وجون إيه فريدي، قيم الفن الأوقيانوسي في متحف المتروبوليتان للفنون، ويتضمن ثلاثة أقسام يتناول كل منها موضوعا معينا، ففي القسم الأول /السفر والمحيط/ يجد الجمهور مجموعة من الأعمال التاريخية من مثلث الجزر في جنوب شرق آسيا، بما فيها منسوجات قيمة تصدرت الشبكات الواسعة للتجارة والتبادلات البحرية التي ميزت أولى العلاقات بين مجموعات الجزر في الأجزاء الغربية والشمالية من أوقيانوسيا.

ويسلط القسم الثاني الأسلاف والأرض الضوء على الدور الذي تلعبه الأبنية الاحتفالية وسط المشهد العمراني لأوقيانوسيا، حيث تحكي الأعمال عددا كبيرا من القصص المتعلقة بقوة الأسلاف وأدائهم، وتتضمن بعضا من أعظم إنجازات سكان جزر المحيط الهادئ في مجال الفنون البصرية.

ويستعرض القسم الثالث والأخير الزمن والتأثير أعمالا تعكس أفكارا حول الزمن (في منحنى موسمي ودوري بدلا من خط متسلسل) والطريقة التي تنكشف بها خفايا التأثير والكفاءة البصريين. حيث يجمع هذا القسم الأفكار الرئيسية في المعرض، مسلما بتوجهات جديدة للتفكير في الحياة من خلال الفن، ومرشدا الزوار إلى فهم الغاية والكيفية وراء الفن الأوقيانوسي، بدلا من التعرف على شكله فقط.

وتشمل الأعمال الفنية منحوتات أسماك القرش الخشبية البديعة والأقنعة المصنوعة من قواقع السلاحف المبهرة، بالإضافة إلى قلائد أصداف اللؤلؤ من المناطق الساحلية في غينيا الجديدة، إلى جانب مجموعة من الأعمال الفنية التفاعلية لفنانين من السكان الأصليين المتمركزين في أستراليا اليوم.

جدير بالذكر أن معرض مسار الزمن: الفن والأجداد في أوقيانوسيا عرض في متحف بودونغ للفنون في شنغهاي، في الفترة من 1 يونيو حتى 20 أغسطس 2023.