سياح:وام
تعتبر التمور من أساسيات الحياة في البيئة الإماراتية وللنخلة جذور عميقة في نشأة الإنسان على أرض الإمارات ولم يخل بيت إماراتي من النخيل والتمور علي مر العصور حيث نشأ ابن الإمارات على تكريم وتقدير النخلة وثمارها باعتبارها من أهم مقومات غذائه لذلك نرى أنه في الثقافة الإماراتية لا يمكن الاستغناء عن التمور فحضورها ضروري ليزيد اللقاء واللمة جمالا وبهجة فهي تعكس حسن الضيافة والكرم مادامت تعتبر أول ما يقدم إلى الضيف برفقة فنجان من القهوة العربية.
ولذلك تشكل التمور جزءا لا يتجزأ من الحياة العربية وتراثها العريق وتشير الأدلة الأثرية إلى أن زراعة النخيل نشأت وتطورت في شرق الجزيرة العربية منذ ما يزيد على ثمانية آلاف سنة وليس من الغريب إطلاق اسم “شجرة الحياة” على النخلة لتحملها العوامل البيئية القاسية في المنطقة.
ونظرا لمكانة التمور في الموروث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة فهي حاضرة بقوة في موسم طانطان الـ 13 من خلال تواجد الفوعة ـ الشركة الوطنية الرائدة في مجال صناعة التمور وتصديرها إلى الخارج ضمن جناح الدولة الذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية في أبوظبي حيث تعتبر مشاركتها خلال الموسم الحالي الأولى لها وهي من أهم المشاركات التي تتيح الفرصة للزوار للتعرف على أنواع التمور وكيفية زراعتها وطرق صناعتها ولاستقبال الضيوف الراغبين في تقاسم لحظات من المتعة والاطلاع عن كثب على كل ما يتعلق بالتمور ومدى علاقتها بالتراث الإمارتي .
ويضم جناح الفوعة تشكيلة متنوعة مثل “خلاص” و”لولو” و”بومعان” و”شيشي” و”فرض” والتي كانت تختلف من حيث قيمتها الغذائية ونسبة السكر فيها كما أن بعضها كان طبيعيا وأخرى محشوة بالمكسرات أو مغلفة بالشوكولاتة . كما لقيت “حلوى التمرة” إقبالا كبيرا من قبل زوار الجناح .
وتقول مي الحمادي مسؤولة الجناح إن مشاركة شركة الفوعة تأتي ضمن جناح كبير ومميز يعرض منتجات التمور الفاخرة والتي تحمل العلامة التجارية “تاج التمور” و “زادينا” التي تمثل فخر الصناعة الإماراتية بالإضافة إلى حلوى التمر التي لاقت إقبالا منقطع النظير من الجمهور وتأتي بنكهات محلية متعدده وهي الهيل والزعفران والمكسرات بالإضافة إلى منتج ياس وهو منتج جرانولا التمر تحت العلامة التجارية “ياس” حيث يعد وجبة صحية متكاملة من الشوفان ويتميز بكونه منتجا طبيعيا /100/ في المائة بدون أي مواد مضافة .
وأوضحت الحمادي أن الزوار أبدوا إعجابهم بمذاقها المتميز كما اكتشفوا أنواعا من التمور كان قاسمها المشترك عبور حدود دولة الإمارات نحو دول بتأشيرة تؤكد فيها أنه لا غنى عنها في عادات وتقاليد إماراتية أصيلة.
وأكدت أن مشاركة الفوعة في موسم طانطان تعتبر فرصة هامة لابراز منتجات التمور الوطنية التي تمثل إنتاج المزارعين المواطنين من مختلف أنحاء الدولة حيث تقوم الشركة بتصدير منتجاتها الفاخرة من التمور الإماراتية لأكثر من/45/ دولة على مستوى العالم وتخدم ما يزيد عن /18/ ألف مزارع من كافة أنحاء الدولة وهم يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع ويعتبرون الركيزة الأساسية لتطوير قطاع النخيل والتمور .
وأشارت إلى أنه منذ تأسيس شركة الفوعة عام 2005 حرصت على الأخذ بيد المزارعين وذلك من خلال إقامة الندوات التثقيفية وإصدار النشرات والكتيبات التعليمية لتحسين الإنتاج والحفاظ على المعايير وزيادة الكفاءة .
من جانبها قالت هند الشامسي منسقة إعلامية لشركة الفوعة ـ والتي كانت تستقبل الضيوف بابتسامة وتدعوهم لتذوق حبات من مختلف أنواع التمر المعروضة والمعروفة بجودتها التي لا تضاهى ـ إن دولة الإمارات تحتل مكانة مهمة في إنتاج التمور ليس فقط لأغراض تراثية ولكن كونها تصدر هذه التمور العريقة أيضا إلى الأسواق العالمية .
وأضافت أن قطاع التمور والنخيل أصبح واحدا من أكثر القطاعات الاقتصادية الهامة في الدولة مشيرة إلى أن شركة “الفوعة” تعتبر أكبر مؤسسة لإنتاج وتصنيع وتحضير التمور في العالم حيث تصدر تسعين في المائة من إجمالي منتوجاتها نحو أسواق خارجية في أكثر من 45 دولة حول العالم بينما يتم تسويق عشرة في المائة من منتجاتها على الصعيد المحلي .
وأكدت الشامسي حرص الشركة على الارتقاء بمستوى التقنيات الحديثة المستخدمة في إنتاج وتصنيع التمور وفق أحدث المواصفات القياسية العالمية في دولة الإمارات مشيرة إلى أنها قامت بتصميم أول خط معالجة يعمل بتقنية الترددات اللاسلكية في العالم لتعقيم التمور وتجهيزه وتثبيته استنادا إلى البحوث الدراسية حيث توفر المعالجة بهذه الطريقة بدائل موفرة للطاقة وخالية من المواد الكيميائية لعملية استخدام بروميد الميثيل الشائعة في الوقت الحالي .
وأوضحت أن البنية التحتية لشركة “الفوعة” تتميز بحداثتها حيث يمكنها أن تدير بفاعلية وكفاءة دورة تصنيع التمور بأكملها ابتداء من مراكز الاستلام العصرية ونقاط التقييم والمخازن المبردة ومراقبة الجودة وصولا إلى تطوير العلامات التجارية والتعبئة والتغليف .
وأكدت أن مشارك الفوعة في موسم طانطان الـ13 تأتي تأكيدا على أصالة التراث الإماراتي والمحافظة على هذا الموروث التاريخي الذي يعتبر دعامة أساسية ومنتجا رئيسيا للأمن الغذائي في دولة الإمارات وأن نجاح الشركة هو جزء من نجاح الاقتصاد الإماراتي بفضل اهتمام القيادة الرشيدة.