تقرير علي اليوسف
ألزمت الجهات المختصة بالمملكة محطات الوقود في كل مناطق ومدن المملكة على توفير دورات مياه وأماكن للصلاة تكون مجهزة وتراعي أهمية النظافة وراحة المسافر وتعكس نهضة السياحة وخدماتها.
ورغم تشديد الجهات الرسمية على توفير خدمات الطرق بمواصفات تليق بسكان المناطق ومستخدمي الطرق السريعة وخاصة مع توجه الدولة لدعم القطاع السياحي كأحد مستهدفات الرؤية .
إلا أننا نجد أن العديد من المحطات لم تلتزم بهذا القرار مما يستلزم متابعة دقيقة وفرض غرامات وتشجيع المستثمرين على بناء محطات خدمات من دورات مياه ومصليات على الطرق وفق أعلى المواصفات.
وقامت صحيفة سياح بجولة ميدانية للخدمات السياحية الموجودة في محطات الطريق السريع الرابط بين المدينة المنورة – العلا، وذلك بغرض الوقوف على جودة هذه الخدمات واستطلاع أراء مرتاديها.
واستطاعت الصحيفة من خلال هذا التقرير اكتشاف قصور كبير لجميع الخدمات الموجودة في هذه المحطات في طريق المدينة المنورة- البوير- الميليح- شجوى –أمتان -عرعر-العلا.
كما كشف التقرير عن غياب بعض التجهيزات الرئيسية التي يحتاج لها المستهلك السياحي.
وفي استطلاع مع بعض مرتادي هذا الطريق قال نايف البلوي: أحاول قدر الإمكان التقليل من التوقف في هذه المحطات بسبب علمي التام والكامل بعدم نظافتها، لذلك لا أتوقف إلا للضرورة القصوى.
وأكد نايف أنه من رواد هذا الطريق بحكم طبيعة عمله، حيث يرتاده منذ أكثر من ٧سنوات، ولم يتم تطوير الخدمات المُقدمة في هذه المحطات.
والتقينا بالشاب ناصر الحربي الذي علّق على سوء هذه الخدمات بقولة “ بصراحة الخدمات الموجودة في محطات هذا الطريق، تحتاج إلى تطوير واهتمام، حيث تفتقد دورات المياه لوجود الماء، وفي فصل الشتاء لا وجود للماء الساخن أبداً، علاوة على غياب أدوات التنظيف البسيطة والأولية في دورات المياه.
أما السيدة أم صالح الحربي فقالت “ والله العظيم إنها معاناة حقيقية حيث أعمل معلمة في أحد المحافظات ومجبورة على إرتياد هذا الطريق، تخيل- والحديث لأم صالح – ذات يوم اشتريت فطيرة مُغلفة لكني فوجئت لاحقاً بإنتهاء مدتها والحمدالله أني اكتشفت ذلك قبل أكلها.
ومن خلال جولتنا في هذه المحطات رفض البعض المشاركة بحجة أن الأمور واضحة جداً للجميع ولا تحتاج لحديث أو تعبير والصور أبلغ من الكلام.
كما رفض موظفي هذه المحطات المشاركة أو الرد على بعض التساؤلات حتى أن أحدهم علّق “لاتتعب نفسك ماراح يتغير شيء” قالها ضاحكاً ثم رحل.
إذاً كشف لنا هذا التقرير أن محطات الطرق الموجودة بين طريق العلا-المدينة المنورة تحتاج إلى غربلة شاملة وإعادة تأهيل ومزيد من الإهتمام والتطوير على مستوى الخدمات التي يحتاجها رواد هذا الطريق من ضمنهم بلا شك السياح الدوليين من مختلف الجنسيات.
كما كشف لنا التقرير إستياء الزوار من هذه المحطات بسبب عدم توفر إحتياجاتهم وعدم توفر الحد الأدنى من مستوى النظافة فيها، وعدم وجود صيانة ونظافة في المساجد والمواضيء، مما يُسهم في انخفاض مستوى جودة الخدمات المقدمة.
كما أتضح لنا عدم وجود عمال متفرغين لنظافة هذه المحطات بطريقة منتظمة ،الأمر الذي يُضعف مستوى رضا الزوار و عائلاتهم، ويُضعف ثقة المستهلك السياحي في هذه الأماكن.
لذلك وبناء على ماتم ذكره في السطور السابقة، توصي صحيفة “سياح” بضرورة وأهمية وجود رقابة من الجهات ذات الاختصاص على هذه المحطات والخدمات المُقدمة فيها بما في ذلك خدمات الأغذية والمشروبات، بالإضافة الى ضرورة تضافر الجهود بين الجهات المعنية بغرض الإرتقاء بمستوى جودة الخدمات السياحية المُقدمة، وضرورة تحسين مهارات التواصل من قبل مُقدمي الخدمة مع الزوار ووجود ثقافة التعامل السياحي الراقي المبنية على احترام السائح ورغباته.
كما توصي على أهمية وجود عقوبات صارمة تُفرض على مُلاك هذه المحطات الغير ملتزمين بالشروط الصحية والبيئية وشروط الأمن والسلامة.