عندما زرت القاهرة عام 2010 ضمن وفد للجمعية السعودية لبيوت الشباب، وزرتها أخيراً للمشاركة في الفعاليات معرض الكتاب الدولي. أخذت جولة الى الشارع المصري للتعرف على رؤيته نحو وطني المملكة العربية السعودية، ووجدت الفارق غير كبير بين المرتين فقيهما يؤكد المواطن المصري أنه يعرف عن أخيه السعودي الشي الكثير، فعند رؤيته لك يبادرك بنظرة إيجابية نحو “السعودية بلد الحرمين الشريفين” ثم يتبعها لك بكلمات الترحيب والضيافة، وقد عبر عن ذلك بالمشاركة الكبيرة لجمهورية مصر في زيارة جناح الكتاب السعودي لمعرض الكتاب. وما كان يبديه من إعجاب بمدى ما وصلت اليه السعودية من تقدم حضاري ورقي.
إن موقف الشعب المصري لا يختلف عن مواقف كثير من الشعوب والدول بنظرتها وتقديرها للسعودية لما لها من مكانة في العالم للجهد الذي يبذل من أجل إبراز الوجه الحضاري لدولتنا، فقد استطاعت أن توجد لها مواطن قدم في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والرياضية والسياحية وغيرها من أوجه التقدم، بذلت كل الجهود وصرفت الكثير من الأموال لتحقيق هذا الدور وهذه المكانة المرموقة.
كنت أشعرا ثناء تواجدي بأن لا أمثل نفسي بل أمثل بلدي كسفير في الجانب الثقافي اثناء تدشين الكتاب، لقد أدركت أهمية المشاركة والحضور والتفاعل في تلك اللحظة.
أن أي انسان خارج وطنه إنما هو سفير غير رسمي لبلده، وبمقدار التزامه بالسلوك القويم وإعطاءه صورة حسنة بمقدار ما يرفع من اسم دولته ويحمي مكانتها ويضيف لها رصيدا جيدا من الاحترام والتقدير لدى الاخرين.
ان مهمة المسافر للخارج وخاصة الشباب والشابات، أخطر من مهمة السفير الرسمي الذي يلتزم عادة بالقواعد الدبلوماسية ويحسن التصرف حتى في أسوأ الظروف.
ونحن فيه هذه الأيام نعيش موسم إجازات أجدها مناسبة أن يكون سفير غير رسمي يجسد بسلوكه وتصرفاته وثقافته ووعيه واقع وطننا ومدى ما وصل إليه الإنسان من تحضر وتقدم ورقي، وليعطي الآخرين رؤية واقعية عن مجتمعة وأبناء وطنه، فهو إن لم يكن اليوم سفيرا رسميا فما أدراه أن يكون كذلك غدا ؟!
hammadi3405@gmail.com
مستشار الاتصال المؤسسي وباحث اعلامي