منابر تُعتلى وباسم الشعر السعودي نسمع قصائد مهترئة ، مستوًى لايمثل شعراء وطننا الحقيقين الذين تفوقوا على الكثيرين وأبدعوا ، ولكنهم هناك في الظل ، شعراء أقرأ لهم فأستغرب كيف لايتصدرون المشهد الثقافي ؟ ، جزالة اللغة التجديد في المفردات شاعرية رفيعة المستوى ، هؤلاء وأمثالهم من الرائعين لايجدون طريقهم للمنابر ، لماذا ؟
لأن هناك من احتكروها وليتهم مثلونا كما ينبغي ، ليت شعرهم ينافس الآخرين حتى ، إن الناس يظنون أن هذا أجمل مالدينا فنحن نضعه في الواجهة بينما هو عبارة عن تكرار عبارات وتقليدية شديدة ، ونظمٌ فارغ ، ومباشرٌ في أغلبه .
لماذا نترك الفرصة لهؤلاء ليكونوا واجهتنا الأدبية ؟ هل لأن المشرفين على هذه المنصات لايلقون بالًا لصورة الشعر السعودي في العالم ؟ أم لأنهم ليسوا مؤهلين للتفريق بين الغث والسمين فيه ؟
ولماذا يشرف على المنصات الأدبية أشخاص غير مأمونين عليها أو غير مؤهلين لها ؟
هلَّا نهضت وزارة الثقافة لترى ماخلف المشهد الثقافي ؟ هلَّا أتعبت نفسها قليلًا لوضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ؟
هناك من لديه الحماس للعمل بجهدٍ كبير وليس مجرد الجلوس على كرسيٍ يصدر من خلاله أوامر باهته ، ويستسهل الإجراءات ليريح نفسه ، ويؤدي بعض المهام التي في أغلبها احتفال بمناسبات أو أمسيات لاتجد من يحضرها لقلة الاهتمام بالهدف الأساسي من إقامتها ، لماذا تغلق المؤسسات الثقافية على مبانٍ مجهزة لاحتواء المجتمع الأدبي لِمَ لاتتاح الفرصة لمن أراد أن يقدم فعاليات هادفة وورش تطوعية ومن أراد أن يستغل هذه المسارح للقيام بعروض أسبوعية أو لقاءات يتم الترتيب لها مع هذه المؤسسات ، لِمَ تغلق هذه المباني بقاعاتها ومسرحها وصالاتها فقط لأن من يشرف عليها لايجد الحماس للقيام بدوره فهو لايعطي منصبه حقه بينما يأخذ من منصبه فوق مايستحق ، إن ماوراء المشهد الثقافي يودي بثقافتنا إلى حيث الهاوية ، فمن كتب تنشر وهي لاتستحق ثمن الحبر الذي كتبت به ، إلى دخلاء على الثقافة يُكرَّمون وتوجَّه لهم الدعوات في المحافل الثقافية ، إلى إغفال لأهمية استخراج المواهب وتنميتها ، مع أن ذلك من صميم عمل المؤسسات الثقافية ، أتمنى أن يتم الحفر في المنجم لاستخراج الذهب والأحجار الكريمة بدل الاكتفاء بما يطفو على السطح ، كسلًا وتهاونًا بمهمةٍ كبيرةٍ كتمثيل وطننا أدبيًا ، وإغفالًا للدور الذي يجب أن تقوم به هذه المؤسسات الثقافية لفتح الباب أمام المواهب والأخذ بيدها .