حينما يزور رئيس أكبر دولة في العالم المملكة العربية السعودية، فذلك لا يُقرأ فقط كبروتوكول سياسي، بل يُعد مؤشراً صريحاً لقوة الدولة ومكانتها المتنامية، وخاصة في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي. زيارة الرئيس الأمريكي ترمب للمملكة لم تكن زيارة عابرة، بل كانت اعترافاً ضمنياً بأن السعودية اليوم تملك أدوات التغيير والتقدم، وتمضي بخطى ثابتة نحو الريادة التقنية والمعرفية في المنطقة، وهذا ما لمسناه في مشاريعها الكبرى، ورؤيتها الطموحة التي لا تنتظر المستقبل، بل تصنعه.
ولا شك أن الملتقيات الاستثمارية، مثل الملتقى السعودي الأمريكي، تلعب دورًا محوريًا في تنشيط الحركة الاقتصادية، وتحفيز الاستثمارات، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول. هذه الملتقيات لا تُقيم فقط للعلاقات العامة، بل لأنها منصات حقيقية لإعادة ضبط بوصلة المشاريع، ومراجعة المسارات، ومعالجة التحديات، وخلق فرص جديدة تعود بالنفع على المواطن والوطن.
واليوم، ونحن نعيش أجواء هذا الملتقى، تتجدد آمالنا بأن يشهد حجم التبادل التجاري بين السعودية وأمريكا نموًا يليق بطموحات بلادنا، ويُسهم في رفاهية شعبها الكريم.
وقد كان لزيارة الرئيس ترمب صدى خاص ومبهج، خصوصًا ثناؤه على القيادة السعودية الرشيدة، وولي عهدها الشاب الطموح، الأمير الملهم محمد بن سلمان. وما زاد هذه الفرحة عمقًا هو القرار الذي طال انتظاره برفع العقوبات عن سوريا، والذي قوبل بردة فعل إنسانية مُعبرة من سمو الأمير محمد بن سلمان، كشفت للعالم جانبًا من الروح النبيلة التي يتحلى بها قائد شاب يقود التحول ويصنع الفرق.
إنها لحظة فخر لكل مواطن، أن يرى وطنه يُكتب عنه في الصحافة العالمية، ويُحتفى بقيادته في أروقة السياسة والاقتصاد على حد سواء. هذه المواقف لا تمر مرور الكرام، بل تبعث برسائل صادقة للعالم بأن السعودية الجديدة تمضي بكل ثقة وثبات نحو المجد، ليس فقط بالثروات، بل بالعقول والرؤية والتصميم.
نحن نعيش اليوم مرحلة ذهبية، مرحلة يُعاد فيها بناء الحاضر وتشكيل المستقبل، مرحلة يتحرك فيها الوطن بسرعة ليلتحق بركب الدول المتقدمة، بل ليكون في المقدمة.
وقبل أن نصل إلى نهاية “رؤية السعودية ٢٠٣٠” نجد أنفسنا نقطف ثمارها في التعليم، والصحة، والتقنية، والاستثمار، والتمكين، والمجتمع الحيوي.
ولأنني امرأة سعودية تعيش هذا التحول، أقولها بفخر: نحن نعيش الزمن الأجمل.
زمن قائد مُلهم، زمن قرارات تصنع الفارق، وزمن وطنٍ لا يعرف المستحيل.
حفظ الله ولاة أمرنا، وأيّدهم بتوفيقه ونصره، وحفظ وطننا من كل حاسد وحاقد ومكروه