شكرًا على الخذلان يا شبابنا وحتى(شيابنا)
:
برغم أن الحجاب فرض علينا أصحبت الكثير من فتياتنا ينبذنه ، وخاصة غطاء الوجه الذي وجدن فيه اختلافًا كثيرًا ، وبغض النظر عن النسب والتناسب ، هناك بلبلة وجلبة ارتفع صوتها ، ويكاد يصمُّ الآذان، وأبلغ ماوصلني منها قول إحداهن :
يعلموننا الأدب ثم يذهبون للبحث عن قلة الأدب ، وهذا ردٌ على من يشيدون بنساء الدول الأخرى ويعيبون فينا .
وقول أخرى:
يغطون وجوهنا ثم يزعمون بأنَّا غير جميلات ، كيف يحكمون علينا دون رؤيتنا ؟
ردًا على من يمتدح جمال الفنانات والمذيعات ويظهر انبهاره فيهن مع التأكيد على أنه ( ماشاف خير)
أما أكثرهن صراخًا تلك التي تقول :
سنهرب ونطلب لجوء في بلد آخر، فرجالنا يضيقون الخناق علينا .
ومؤخرًا مافعله الكثيرين من شبابنا ، ولايهون البعض من (شيباننا) تجاه ابنة ترامب ، كانت القشة التي قصمت ظهر البعير .
كنت ألوم المتذمرات من الوضع ، وأعزو ذلك إلى أن المتحدثين بسوء عن بناتنا هم قلة ، ولكن الإحصائيات خيبت ظني ، وليت من يمتدح هذه الفتاة (ابنة ترامب ) لايعقب بسب بنات بلده ، ولقد رأيت بعيني كيف استغل البعض ممن يحقد على نسائنا وعلى بلدنا ذلك الأمر ، فمن شامتٍ يقول :
شعب لم ير الجمال من قبل ،
ومن نساء ساقطات يتشفين بالمرأة السعودية ومحافظتها وجعل هذا سبب رئيس في تهافت رجالنا على فتاة جميلة ،
ومن قائلة :
هذا هو حال الرجل السعودي ولهذا يأتي الكثيرين إلينا بحثًا عن الجمال والدلال .
وكم هو جارح خاصة لفتيات في عمر الزهور وكم هو مخيب لهن مانقرأ ونشاهد في وسائل التواصل .
كلمات أوجهها إلى الرجل السعودي ( البعض ) الكثير :
كنت سببًا في خيبة المرأة فلا أقسى على المرأة من الطعن بجمالها ، خاصة من الرجل الذي يهمها أمره .
كنت أنت الخصم والحكم حين حرصت على حبسها عن الكثير من الممارسات التي تتوق إليها بحجة الأدب ، والكثير من حرية التعبير عن مشاعرها ،بحجة العيب ، وفي نفس الوقت انتقدت جمودها، وأسميته برودًا، وامتدحت انفلات الأخريات ، وأعجبك مجونهن .
كنت جاحدًا حين رأيت بأم عينك جمالها واهتمامها بنفسها من أجلك ، ثم أنكرته لتبرير نزواتك.
كنت عاقًا حين تناسيت تلك التي ربتك وتفانت من أجلك ، ورحت تنتقد كل النساء السعوديات وماهي إلا واحدة منهن .
كنت مخيبًا لأختك وزوجتك وعمتك وخالتك اللاتي يأتيهن منك الذم على شكل قذيفة تحشوها بالسب لكل فتيات السعودية .
فاعلم أيها الشاتم لأهلك ،
حين تثور المرأة عليك وتكسر الأصفاد وتبالغ لدرجة الخروج على التقاليد ونبذ القيم التي تراك تعلمها إياها وتلزمها بها ولاتلزم بها نفسك، حين تتمرد المرأة وتصل إلى حالة الرفض التام حتى لبعض تعاليم الدين فاعلم أنك كنت السبب .