فتحنا أعيننا على ثنائيات الفن في الخليج ، مثل سعاد عبد الله وحياة الفهد ، حسين عبد الرضا وسعد الفرج ، ، هدى حسين وسحر حسين ، داود حسين وانتصار الشراح، ناصر القصبي وعبد الله السدحان .
استمتعنا كثيرًا بمسلسلات وبرامج قدمتها هذه الثنائيات ،
وكانت هناك رسالة جميلة غير متعمدة من خلالها ، فقد دعمت في أذهاننا شعور المحبة والتعاون والأخوة ،
كذلك رأينا الانسجام بينهما في الأداء ،وإضافة الكثير من الحميمية في المشاهد .
ومسلسل( طاش ماطاش )، ارتبط في أذهاننا بهذين الممثلين ، ناصر القصبي وعبد الله السدحان .
فكرة المسلسل وتناوله لقضايا مجتمعنا كانت جيدة ، ومناسبة للتطورات المجتمعية ومتواكبة معها ،
عدا عن كمية البهجة التي تنتشر حوله ، واستمر المسلسل أعوامًا عديدة ، لدرجة أنه أصبح مرتبطًا لدينا بسفرة رمضان كأحد مقبلاتها ، بل وجبة رئيسية فيها ،
وحين توقف المسلسل ، لم نكد نفتقد الفكرة ، بل لم نفتقدها أبدًا ، فهاهي مازالت موجودة في مسلسل آخر ، بل مسلسلات ، ولكن ماحدث فقط ، هو انفصال ببن الثنائي عبد الله وناصر ، بإصرار من الأخير ، والذي ادعى بأن سبب توقف (طاش) هو انتهاء صلاحية الفكرة ، والرغبة في التغيير ،
بينما اتضح للجميع أن الفكرة مازالت مستمرة في مسلسل (سيلفي) والذي يروق لي تسميته ب(سيلفيش) فلقد وصلنا موقف الأنانية من ناصر ، خاصة بعد أن وجد نفسه حكمًا في برنامج المواهب ، وظن بأنه في غنىً عن طاش ورفيق دربه عبد الله .
نجح مسلسل (سيلفي ) كما نجح (طاش) وسبب نجاحه ، أنه يرتدي ثوب طاش ، ولكن هذا الثوب بكم واحد ، فلقد افتقدنا وجود عبد الله والشخصيات الجميلة التي يجسدها بمهارة فائقة ، لدرجة خداعنا فلا نستطيع تخيل أنها لنفس الشخص .
وظهر (سيلفش) ،بنفس الفكرة ونفس الممثلين تقريبًا ، لم يحدث أي تغيير على المسلسل ، سوى في أغنية المقدمة ، والمسمى ، وبالطبع استقصاء عبد الله الذي هز مشاعرنا وغيَّر رؤيتنا ، و المؤلم أنه أوصل لنا رسالة أخرى ، لكنها هذه المرة ، عن التخلي والقسوة ، والنبذ ،
وأتمنى من ناصر إجابة سؤالي بكل صدق :
مالفرق بين سيلفي وطاش؟
الشاعرة ليلى الاحمدي
نائبة رئيسة مؤسسة رواق المدينة للمثقفات والاديبات
شاعرة وفنانة تشكيلية