ينبع:حازم حسين
تتخذ من بعض النخيل المتناثر في ارجاء ساحة المنطقة التاريخية بينبع موقعا لها لبيع ابداعاتها على الهواء الطلق من مختلف المنتجات وكأنها تقول ان اسباب البطالة تعود للشخص نفسه وليست الشهادات والدراسة كافية ليحقق الانسان رغباته بوظيفة سهلة ،الامر الذي يحتم على كل شخص ان ينظر حوله وفي شخصيته ليستخرج ما يبدع فيه ويصنع منه حظا ومصدرا للرزق قد يغنيه عن ألف وظيفة .
ولنا في قصة وئام أروع الامثلة تقول درست الاحياء الدقيقة بجامعة الملك عبدالعزيز وتخرجت بشهادة البكالريوس في العام 1429 هجرية ،وتخصص وئام ميداني وليس تربوي كما تقول أي انها ملزمة باستخراج ترخيص من هيئة التخصصات الا انها واجهت الكثير من العقبات في استخراجه وقدمت اوراقها في عدد من المؤسسات علها تجد فرصة وظيفية تترجم فيها ما تعلمته في تلك الجامعة.
وئام لم تستسلم وتجلس في منزلها تنتظر وضيفة تطرق بابها وانما استدعت مواهبها واستخرجت من بين شخصيتها هواية كانت هي الحظ والرزق وبعد توفيق الله قالت وئام وليد جمال كنت اهوى الرسم على التيشرتات وعمل مشغولات يدوية بالديكوباج ثم طورت من تلك الهواية وادخلت الطباعة في مختلف الاشياء كالقماش او الأواني المنزلية لكن لا استخدام صور جاهزة وانما بتصاميم ابتكرها وانفذها وبدأت بالطباعة في التيشيرت ثم اكواب الشاي واستخدمت مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لما انفذه من اعمال ووجدت تفاعلا وتجاوبا من مستخدمي تلك المواقع خاصة انستقرام وهذا ما شجعني على التطوير والمواصلة في هذه الهواية وقمت بشراء عدد من اجهزة الطباعة في الاكواب او الاقمشة لمقابلة تزايد الطلب .
تقول وئام خصصت من منزلنا اماكن لممارسة تلك الهواية ولإنتاج عدد اكبر من المشغولات اليدوية وقمت بتخصص عدد من المواقع والغرف لتكون ورشة للعمل ومخزن لحفظ تلك الاعمال وقد شجعني والدي كثيرا في تلك الاعمال والحمدلله يوما بعد يوم يزداد الطلب عليها من داخل ينبع وخارجها وارسل لزبائني خارج ينبع عبر شركات البريد السريع ، وأضافت ان التجارة مواسم وانا استفيد من تلك المواسم كثيرا كشهر رمضان والاجازات وما ابيعه فيها اكثر من الشهور العادية.
وعن وسائل وطرق تحريك السوق في الشهور التي يقل فيها الطلب تؤكد وئام انها تقدم عروض تشجيعية وتخفيضات لزبائنها لتحريك السوق ،ومضت وئام في سرد تفاصيل مهنتها الجديدة وعن دعم الشركات لها قالت ان عدد ممن الشركات تقدم عروضها للدعم لكن هذا الدعم قليل مقابل تطوير هذه المهنة حيث ان سقف تمويلهم لا يزيد عن 25 الف ريال وهذا المبلغ استطيع توفيره بنفسي ولا يقدم لي الكثير حيث ان تطوير العمل وانشاء ورشة كبيرة ومخزن وشراء آاليات يحتاج لقرابة المائة الف ريال وقد وأطمح في تقنين عملي بإيجار محل ازاول فيه البيع في السوق مباشرة والحمدلله اصبحت مدربة معتمدة في الديكوباج وادرب عددا من الطالبات في الغرفة التجارية وغيرها ، والدها كان جالسا في حديقة المهرجان يستمتع بالفعاليات التقيناه لنسأله عن قصة ابنته فقال وئام كانت موهوبة في تلك الاشغال ودائما ما نشجعها وادعمها لتطور عملها وتنجح في تلك المهنة بعد ان خذلتها الوظيفة .
الجدير بالذكر ان فعاليات مهرجان تاريخية ينبع يستمر حتى الخامس من الشهر الجاري ويتضمن الكثير من الفعاليات والبرامج المتنوعة ومحلات الاسر المنتجة وسوق الليل.