على شاطيء بحيرة إيري في مدينة كليفلاند أوهايو ، جلست مع امرأة أمريكيةالجنسية من أصل عربي تعمل في مقهى في تلك المنطقة ، سألتني بمرح إن كنت سأعيش في أمريكا قلت لها :بل أنا زائرة وأشتاق إلى بلدي ،
قالت لي :
هذه بلدك أيضّا فأمريكا بلد الجميع وكانت في غاية الحماس وهي تحدثني بعربية ركيكة لتخبرني أن أمريكا هي بلد تتواجد فيها جميع الجنسيات ، أنصتت إليها باهتمام كي أعطيها مساحة تتناسب وحماسها مما دفعها لتزويدي بمثالٍ حي على ذلك قائلة :
هل ترين أنواع البشر المنتشرين في هذا الشاطيء الذي لايتجاوز الكيلو مترين !
وأشارت إلى شخص شرق آسيوي ثم وبعد دقائق مرت امرأة أفريقية فأشارت إليها بحماس ، ثم وجدت كنزًا أمامها وقالت وهذه عربية مشيرة إلي ، كنت أبدي لها بأنني أنتظر أن تذكر جنسيات أخرى ، فقالت:
وصاحب هذا المقهى الذي أعمل فيه هو شخص مكسيكي ، إنظري إلى ألوان الناس الذين يسبحون بالقرب من بعضهم ، أدركت بأنها أنهت سرد مثالها حين قالت :
الجو جميل اليوم ، فقلت لها:
هو كذلك ، فقط اسمحي لي أن أحدثك عن مكان يجتمع فيه وفي مساحة لاتتجاوز الأمتار ، أكثر بكثير من الجنسيات التي أشرت إليها ، نظرت إليّ في تعجب ،فأكملتُ :
عزيزتي في تلك المساحة الصغيرة ، ترين الهندي والعربي والأفريقي والشرق آسيوي والأوربي والأمريكي ومن كل الجنسيات لمختلف الدول في تلك المناطق يجلسون قربك ، تستطيعين رؤيتهم بعينيك ، وسماعم يتحدثون قاطعتني قائلة :
يسبحون ?
قلت لها : مبتسمة يسبّحون ، ويرتدون ملابس أكثر .
بذكائها رغم ركاكة لغتها أدركت بأنني أقصد بلدي فقالت :
نعم نعم أشاهد ذلك أحيانًا حينما يتابع أبي قناة السعودية ، فهو مغرم بسماع الأذان من أحد الحرمين ، واختتمت حديثها برفع يديها بغض النظر عما كانت ترتديه ، لكن دعوتها استحثت دموعها وهي تردد (يارب مانموت قبل مانشوف هاد المكان ونبقى فيه ) ، وتحولت جليستي المتحمسة لإقناعي بالبقاء في أمريكا ، متحمسة لمجرد رؤية مكان آخر والبقاء فيه ، ما أسرع ماتتغير أجواؤهم وتتحول وجهاتهم .
2017/11/19 11:34 ص
الشاعرة ليلى الأحمدي تكتب:وطني الحبيب بك أفاخر
Permanent link to this article: https://soyaah.com/6036/