توفي الفنان أبو بكر سالم بالفقيه ، وضجت وسائل التواصل بالترحم عليه ، ونشرت بعض المقاطع التي يتحدث فيها ويغني، ويتلو بعض الشعر ، وانقسم الناس ثلاثة أقسام كالعادة ، هناك من بالغ في البكائيات عليه ، حتى أن البعض شارف على تقديسه ، وعلى النقيض تمامًا ، هناك من حرم حتى الترحم عليه ، القسم الثالث بقي صامتًا وما أبلغ الصمت هنا ، ولكن بالتأكيد ترحموا عليه بقلوبهم ، فهو مسلم .
من يشاهد هذا الانقسام يتردد على لسانه جملتين :
يالهذا المجتمع !
ياللتناقضات العجيبة فيه !.
حين أردد قول الله تعالى ( أهم يقسمون رحمة ربك) أعني به الطرفين المتناقضين ، ماعدا الصامتين ، من أغدق عليه حتى كاد يحكم له بالجنة ، ومن حرمه حتى الترحم ، وكاد أن يحكم عليه بالنار ، بل إن هناك من حكم عليه بالنار ، فسبحان الله عما يصفون ، إذا كان سيد الخلق نهانا عن الشهادة لأحد بجنة أو نار ، وهو عليه صلوات الله وسلامه ، لم يشهد لأحد بجنة أو نار إلا من بشرهم الله بجنته أو بالنار ، حتى وهو رسول هذه الأمة لم يتألّ على ربه وينصب نفسه حسيب عليهم من دون الله ، وحتى ابنته الطاهرة يقول لها :
يافاطمة لا أغني عنك من الله شيئّا ، كيف يجرؤ هولاء علي تنصيب أنفسهم حسباء على الناس من دون الله ؟ ألهذه الدرجة يعتدُّون بأعمالهم ؟ هل خلت حياتهم من الذنوب؟
أخيرًا أقول للطرفين :
دعوا الخلق للخالق ، وانشغلوا بأنفسكم ، وانظروا في المرآة طويلًا ستجدون مايشغلكم عن سواكم .