دبي / وام /
قالت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أن الإمارة استقبلت عام 2017 نحو 15,8 مليون زائر فيما وصلت نسبة النمو إلى 6,2 بالمائة مقارنة مع 5 بالمائة خلال العام 2016 .
وأظهرت المؤشرات توجه إمارة دبي بخطى متسارعة نحو تحقيق رؤية دبي السياحية 2020 الرامية لإستقبال نحو 20 مليون زائر سنويا .
وقال سعادة هلال سعيد المري المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي انه في ظل القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” تستمر دبي في تحقيق مكاسب جديدة وتوسيع حصتها السوقية في قطاع السياحة والسفر العالمي وبالتالي زيادة المساهمة في إجمالي الناتج المحلي للإمارة .. مشيرا إلى أن الزيادة القوية في أعداد الزوار خلال العام 2017 والتي بلغت 62 بالمائة تفسح المجال أمامنا لدفع عجلة تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية 2020.
وأضاف إن قطاع السياحة والسفر في دبي اليوم يتمتع بمكانة راسخة على المستويين الإقليمي والدولي بما لديه من قدرات متفوقة وخيارات متنوعة ..
ونحن مستمرون في البناء على الركائز الثماني الأساسية لقطاع السياحة والسفر إضافة الى تعزيز علاقات التعاون المستمر مع شركائنا للارتقاء بجاذبية القطاع وذلك لمواكبة تطلعات الزوار من مختلف أنحاء العالم .
وذكر المري أنه في الوقت الذي تسعى فيه دبي للحفاظ على موقعها المتميز على خارطة السياحة العالمية وترتيبها الرابع كأكثر وجهة سياحية يقصدها الزوار حول العالم فإنها أيضا تعمل على تعزيز أدائها من خلال الشراكات الاستراتيجية مع الدوائر الحكومية وشركات القطاع الخاص لتحقيق النجاح والوصول بدبي إلى المرتبة الأولى على قائمة المدن الأكثر زيارة .
وفيما يخص أداء الأسواق الرئيسية .. حافظت الهند على موقعها في صدارة قائمة الأسواق الرئيسية المصدرة للسياح إلى دبي خلال العام 2017 بنحو2.1 مليون زائر لتصبح بذلك أول دولة تتخطى حاجز مليونين زائر في عام واحد مسجلة بذلك زيادة بنسبة 15 بالمائة حيث ساهم في تحقيق هذه النتائج التعاون الوثيق والمثمر بين “دبي للسياحة ” والنجم العالمي الشهير شاروخان من خلال الفيلم الترويجي “كن ضيفي” الذي حصد العديد من الجوائز العالمية.
فيما حافظت المملكة العربية السعودية على مرتبتها الثانية من حيث أعداد الزوار وتم تسجيل 1,53 مليون زائر خلال العام الماضي.. وعلى الرغم من انخفاض نسبة الزوار السنوية حوالي 7 بالمائة إلا أن السعودية مازالت الأولى ضمن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاءت في المركز الثالث المملكة المتحدة بقرابة 1,27 مليون زائر مسجلة نسبة نمو بلغت 2 بالمائة مقارنة مع العام 2016 الأمر الذي يؤكد اتساع نطاق جاذبية دبي لدى الزائر البريطاني وذلك على الرغم من حالة عدم اليقين التي صاحبت إعلان المملكة اعتزامها الخروج من منطقة الاتحاد الأوروبي والتي أثرت على المعدل العام للسياحة الصادرة منها.
وجاءت نتائج العام 2017 محملة بالعديد من البيانات المبهرة وخاصة من الأسواق العشر الرئيسة حيث حلت الصين في المرتبة الخامسة بنصيب 764,000 زائر مسجلة بذلك نسبة نمو وصلت إلى 41 بالمائة تلتها روسيا بحوالي 530,000 زائر بنسبة نمو غير مسبوقة وصلت إلى 121 بالمائة .. فيما استفادت كل من الصين وروسيا من الإجراءات الميسرة لإصدار تأشيرات الدخول عند الوصول لرعايا البلدين والتي تم الإعلان عنها مع نهاية عام 2016 وبداية 2017.
كما بلغ أعداد الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية 633 ألفا وألمانيا 506 آلاف وإيران 503 آلاف بما أسهم في رفع المعدل العام للتدفقات السياحة من الأسواق العالمية وخفض تأثير التراجع لدى بعض الأسواق الإقليمية مثل سلطنة عمان وباكستان.. كما نجحت دول أوروبا الغربية في تخطي دول مجلس التعاون الخليجي من حيث أعداد الزوار الى دبي وذلك بنسبة 21 بالمائة من إجمالي حجم التدفقات السياحية وأسهمت بأكثر من 3,2 مليون زائر بنسبة نمو وصلت إلى 5,5 بالمائة .
واختتمت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي عام 2017 في المركز الثاني وحافظت على حصة قوية من إجمالي التدفقات السياحية بنسبة 19بالمائة وسجلت إجمالي 3,02 مليون زائر.. في حين تم تعويض نسبة الانخفاض التي وصلت إلى 4 بالمائة من الأسواق الخليجية بفضل الزيادة السنوية لأعداد الزوار المسجلة من جميع الأسواق الإقليمية الأخرى باستثناء منطقة أسترالاسيا.
وجاءت منطقة جنوب آسيا في المركز الثالث وأسهمت بنسبة 18 بالمائة من خلال 2,8 مليون زائر مسجلة بذلك نسبة نمو وصلت إلى 10,6 بالمائة تبعتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة شمال وجنوب شرق آسيا اللتان تشاركتا المركز الرابع وأسهمت كل منهما بنحو 1,7 مليون زائر بنسبة 11 بالمائة من اجمالي التدفقات السياحية وبنسبة نمو وصلت إلى 3,2 بالمائة للأولى و23,6 بالمائة للثانية مقارنة مع نتائج عام 2016.
وحصدت دبي ثمار استراتيجيتها الخاصة بتنويع الأسواق حيث حققت نسبة نمو سنوية وصلت إلى 51,8 بالمائة من كل من روسيا ورابطة الدول المستقلة ودول أوروبا الشرقية التي أسهمت جميعها بنحو 1,1 مليون زائر ومثلت نسبة 7 بالمائة من إجمالي حجم التدفقات السياحية .. في حين ساهمت الأمريكيتان الشمالية والجنوبية بنسبة 6 بالمائة بنحو مليون زائر وبنسبة نمو وصلت إلى 7,7 بالمائة .
فيما وصلت نسبة مساهمة منطقة أفريقيا في اجمالي حجم التدفقات إلى 5 بالمائة من خلال 780 ألف زائر وبنسبة نمو وصلت إلى 6,7 بالمائة وأخيرا منطقة أسترالاسيا التي وصلت نسبة مساهمتها إلى 2 بالمائة من الاجمالي بإجمالي 340 ألف زائر.
وقال المري انه يأتي قوة أداء قطاع السياحة والسفر في دبي خلال العام 2017 إلى الاستراتيجية المبتكرة التي ترتكز على ثلاثة أبعاد تتمثل في تنويع الأسواق والمرونة في بناء علاقات تواصل شخصية مع الزوار والتطور المستمر في قدرات دبي وخياراتها السياحية .. مشيرا إلى أنه على مدار العام الماضي برهنت البيانات نمو جاذبية الإمارة وقدرتها التنافسية إضافة الى تخفيف حدة تأثير الاعتماد على سوق واحدة منفردة الأمر الذي لم يكن ليتحقق لولا قوة شراكاتنا الاستراتيجية مع القطاعين العام والخاص .
ودعما لأجندة أولويات دبي الرامية إلى استدامة تجديد الخيارات وتقديم عناصر جذب متفردة وعالمية المستوى تلبي جميع توجهات الزوار من كل أرجاء العالم شهد عام 2017 قفزات كبرى في توسيع الخيارات التي توافق تطلعات شرائح أوسع من زوار دبي عبر افتتاح الواجهة البحرية “لامير” وهي أحدث وجهة شاطئية توفر للعائلات موقعا جديدا للترفيه وتناول الطعام.
وخلال العام الماضي أيضا تم افتتاح “متحف الاتحاد” الذي يقدم وجهة ثقافية للزوار الراغبين بإكتشاف تاريخ دولة الإمارات الحديث وسيرة المؤسسين الأوائل .. كما تم على مستوى الترفيه والحفلات افتتاح “لا بيرل” كأول عرض مسرحي مائي وحديث جدا في مدينة الحبتور.
وتأتي هذه المشاريع والانجازات الجديدة في أعقاب افتتاح أوبرا دبي في عام 2016 والتي تستمر في تعزيز جدول فعالياتها السنوي عبر عروض يقدمها فنانون عالميون بما يعكس تطور المشهدين الفني والثقافي للمدينة.
وشهد عام 2017 دخول عدد من المشاريع الترفيهية حيز التشغيل الكامل ومنها “آي أم جي عالم من المغامرات” و”دبي باركس آند ريزورتس” – أكبر مدينة ترفيهية في الشرق الأوسط – بالإضافة إلى افتتاح مرافق أخرى في “دبي باركس آند ريزورتس” منها “موشنجيت” ومنطقة ألعاب “ليونز جيت”.
ويستمر جدول فعاليات قطاع التجزئة الذي تم اطلاقه في ديسمبر 2016 في الارتقاء بجاذبية دبي كوجهة عالمية رائدة للتسوق حيث شهدت فعالياته اقبالا وتفاعلا كبيرين خلال العام الماضي خصوصا المهرجانات والعروض الموسمية والتخفيضات الكبرى والتصفيات إضافة الى تجارب تسوق حصرية وغيرها العديد.
وشهدت دبي أيضا افتتاح عدد من المعالم والوجهات التي أضيفت إلى سجلها الحافل بالمشاريع المميزة أهمها تدشين “إطار دبي” و”سفاري دبي” اللذين سرعان ما اكتسبا زخما جماهيريا واقبالا كبيرين من الزوار حيث سجل “إطار دبي” عددا غير مسبوق من الصور والتفاعل على حساب “انستجرام” الخاص بـ “دبي للسياحة “.
ومن بين المواقع والمعالم المنتظر افتتاحها في 2018 “منطقة دبي التاريخية” التي ستمنح الزوار فرصة الاطلاع عن كثب على تاريخ دبي والتعرف على عادات وتقاليد أهلها بالإضافة إلى أسلوب حياة قاطني المدينة والعادات والتقاليد التي توراثتها الأجيال حتى اليوم.
وما زالت أعمال تطوير منطقة حتا مستمرة لتقدم وجهة للتنزه في أرجاء الطبيعة والتي بدأت فعليا في اكتساب جماهيريتها كملاذ هادىء بعيد عن صخب المدينة ووجهة مميزة لعشاق المغامرات والمشاهد الطبيعية.
كما تم افتتاح المنتزه الوطني في منطقة المرموم الذي يحتفي بالحياة الطبيعية في دولة الإمارات وتم تدشينه بداية العام الجاري ويوفر المنتزه متنفسا للزوار والعائلات من خلال التفاعل مع الطبيعة عبر التعرف على النباتات والأزهار التي تنمو بين أرجاء الطبيعة في الدولة.
وقد أسهمت هذه المشاريع في إيجاد رؤية متفائلة على المستوى المنظور لاستقطاب المزيد من الزوار إلى دبي بالإضافة إلى عنصري الأمن والأمان الذين يلعبان دورا محوريا في زيادة معدلات نمو قطاع السياحة والسفر حيث تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة الثانية على مستوى العالم من حيث الأمن والسلامة وذلك بحسب تقرير التنافسية الخاصة بقطاع السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
ومازال قطاع الضيافة والفنادق في دبي يقوم بدوره الأساسي في تنويع عناصر الجذب السياحي محققا قفزات كبرى عبر توسيع خياراته التي تلبي احتياجات مختلف شرائح الزوار.. فمع نهاية العام 2017 بلغ عدد الغرف الفندقية في دبي 107,431 بنسبة نمو 4 بالمائة مقارنة مع العام 2016.. في حين حققت فنادق فئة الأربعة نجوم التوسع الأبرز بنسبة نمو 10بالمائة لتضيف 25,289 غرفة فندقية جديدة إلى السوق.
أما الفنادق العالمية التي افتتحت حديثا وتحديدا خلال عام 2017 فتضمنت فندق “سانت ريجيس دبي” و”منتجع ونادي الحبتور للبولو” و”منتجع بولغري دبي” و”فندق رينيسانس داون تاون” .. بينما استمرت الأسماء التجارية المحلية في توسعة خياراتها عبر افتتاح فندق “رو? المركز التجاري” و”العنوان بوليفارد” و”فايف نخلة جميرا”.
ومن خلال الزيارات الصارمة والمنتظمة التي يقوم بتنفيذها “المسح الميداني للزوار الدوليين” في دبي يتم قياس مدى رضا آلاف الزوار على مدار العام في كل المواقع الأمر الذي يضمن قدرة دبي على الإيفاء بوعودها .
وسجلت دبي مستويات استثنائية من الرضا وتحوز دائما على إعجاب الغالبية العظمى من زوارها الذين يتحولون إلى سفراء ينصحون أصدقائهم وأقاربهم بزيارة المدينة التي تبادلهم العلاقات الطيبة وتقدم لهم التجارب الثرية.
وتعقيبا على ذلك .. قال هلال المري “بينما نستمر في مساعينا لترسيخ مكانة دبي كأكثر مدينة مفضلة للزيارة على مستوى العالم فإننا نركز بقوة على تأسيس علاقات قوية مع زوار ومحبي دبي الذين نعتبرهم من العناصر الأساسية ضمن استراتيجيتنا الهادفة إلى تحقيق النمو المستدام ويرافق ذلك نظام شامل للمتابعة وقياس رضاهم “.
وأضاف : ” نحن نضع في سلم أولوياتنا أهمية الاستمرار في بناء قدراتنا والقيام بكل التحسينات والتعديلات التي من شأنها تعزيز تجربة زوار دبي ونيل ثقتهم والأهم من ذلك إقامة علاقات قوية على أساس من المحبة والتقدير المتبادل بين المدينة وزوارها وبالتالي تطوير سفراء من الجمهور لصالح المدينة يعبرون من خلال تواصلهم الاجتماعي عن انطباعاتهم وتجاربهم الايجابية لدى زيارتهم لمدينتهم المفضلة دبي”.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تستمر فيه دبي في التطور يصبح من الضروري جدا الحفاظ على هذا الزخم بينما نتطلع إلى المضي قدما لتحقيق أهداف الرؤية السياحية 2020 ..موضحا انه في “عام زايد” نسعى إلى التمسك بقيمنا العريقة التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد آل نهيان “رحمه الله” والتشبث بمبادئ الحكمة والاحترام والعزم على تحقيق النجاح حتى نتمكن من استكمال البناء على ما تحقق من نجاحات.
وقال : “في سبيل ذلك يتوجب علينا وعلى كافة شركائنا مضافرة الجهود الحالية والاستمرار في تطبيق أحدث التقنيات والابتكارات المتاحة.. ففي عام 2017 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة دبي 10X الهادفة لجعل دبي متقدمة عن باقي مدن العالم بعشر سنوات على الاقل في مختلف المجالات وهي مبادرة تحث جميع الجهات الحكومية في دبي على تطبيق أحدث الابتكارات وتبني هذه الدعوة كشعار للمرحلة المقبلة على كافة المستويات والبحث عن أفضل الممارسات لتطبيقها”.
وأضاف المري : “نسعى خلال العام الحالي لتجسيد هذا الشعار عبر مشاريع ومبادرات يتم تصميمها خصيصا للاستفادة من التقنيات الحديثة واستكمال تطوير الحلول الرقيمة ووسائل التواصل الاجتماعي التي نعتمدها.. لافتا إلى أن دبي قد نجحت فعليا في تنويع قاعدة أسواقها الرئيسية وسنستكمل الجهود على هذا المضمار للاستفادة من كل الفرص المتاحة في الأسواق الناشئة التي تتمتع بمعدلات نمو مرتفعة”.