( ليست القيادة )
في هذا اليوم التاريخي 6/24. تحتفل السيدات السعوديات بقرار السماح لها بقيادة السيارة ، وهذا الاحتفال المبهج ليس فرحًا بإدارة محرك ، ولا بممارسة هواية ، هي فرحة بتكسير الأصفاد ، وتنسم هواء الحرية وإزاحة أول طبقات اللآات التي تراكمت ، وهو رد على الكثير من يعتبرون أنفسهم حراس الفضيلة ، ويرون في المرأة كائن مريب يجب الحذر منه وعليه ، فيرون ركوبها مع سائق أجنبي آمن عليها ، ومنها ، ويجلسون في مكاتبهم وبيوتهم وديوانياتهم ، مطمئنين على هذا الكائن الذي لايستطيع التحرك إلا بحماية هذا الرجل الأجنبي ، ولا يمكنه حماية نفسه إلا بوجود رجل من أي جنسية ونوع .
هذا القرار صفعة على وجه من يريد أن تبقى المرأة تحت رحمته ، تلك الرحمة التي يهبها إياها كامتياز حين يعنّ له ذلك .
حين تهبنا حكومتنا الكريمة صلاحيات وتمكننا بدعمها واحترامها لنا ، نجد أنفسنا في مواجهة مع كل المحاربين لنا ، ونشعر بالمسؤلية الكبيرة مما يدفعنا للعطاء بكل طاقاتنا ، كي نقول لحكومتنا الرشيدة أننا عند حسن ظنها ، وأننا على قدر هذه الثقة الكريمة ، أنا مبتهجة أيما ابتهاج ، بالمستقبل الذي ولأول مرة أراه حاضرًا يتمدد ، وفي الأفق تنداح الغيوم ويتبدى من خلفها الضوء الأبيض الذي ينكسر في زجاج سيارتي لتظهر أمامي كل ألوان الطيف .
ليلى الاحمدي
شاعرة وفنانة تشكيلية
نائبة رواق المدينة للمثقفات والاديبات
مدير تحرير مجلة سياح