—————————————
في كل عام وفي مثل هذا التوقيت يحتفل وطني المملكة العربية السعودية بيومه الوطني .
يتجدّد بنا اللقاء معه في يومه الوطني ٩٥ وتتجدّد مُصافحته وتقبيل جبينه والتسلّق على أسواره العاتية واعتلاء جداره العالية كي نرى من على سفحهما أضواء سمائه ووهج أرضه ، نرفع منهما التهنئة بميلاده ، ونتباهى بمقدساته وتاريخه ، ونتغنى بأمجاده وبطولاته وقياداته .
وطني الغالي هو بلا فخر ليس مثل كل الأوطان ، هُو قمر بين النجوم ، وسيف يمقت الظُلم وينصر المظلوم ، وقلم ينشر العلم وينثر العلوم ، وملاذا للخائف والمُشرّد والمحروم .
فيه الكعبة المُشرّفة والقِبْلَةُ والمقام ، فيه الحرم وقبر سيّد الأنام صلى الله عليه وسلم ، فيه جبل أُحُد وجبل النور وعرفات والمزدلفة وبقيع الغرقد ومسجد قباء .
شهدت أرضه غزوات :
بدر والحديبية والخندق والفتح وخيبر وحنين وتبوك .
بهذه المعارك لَبِسَتْ الأمّة عباءة العز والكرامة ، وانقشع عنها لباس الذُّل والمهانة ، وارتفع صوت الحق المُبين ، وانخفض بل تلاشى صوت الطغاة والكافرين والمُشركين .
هذا سطر من كتاب ، وقطرة من بِحَار ، وغيض من فيض ، لهذا الوطن الكبير :
الكبير بأمجاده وأراضيه ، الكبير بخيراته وناسيه ، الكبير بِحِجَازِه وَنَجْدِه وشرقه وشماله وجنوبه .
عاشت هذه الأرض قبل توحيدها فترات مريرة ، وأزمنة عصيبة ، ساد وانتشر في أرجائها التناحر والقتل والصراع والفوضى والجهل والانفلات وعدم الإستقرار ، وَصَلَ الحال فيها لا يأمن المرء على نفسه وأهله وولده وماله ، حتى قيّض الله لهذه البلاد المباركة مَن جَمَع شملها ووحّد أهلها وأرسى دعائمها وجعل القرآن دستورها والشريعة الإسلامية منهجها وكان ذلك بفضل الله عزّ وجل ثم بجهود وتضحيات الملك الإمام ، والبطل الهُمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ورجاله الأفذاذ رحمهم الله جميعا .
وتوالت على هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله وبعده عُهود مُباركة ابتدأت بنجل المؤسس الملك عبدالعزيز ابنه الأكبر الملك سعود ثم الملوك الكرام فيصل وخالد وفهد وعبدالله حتى تسلّم الحُكم وزمام الأمور الملك سلمان حفظه الله ورعاه استقرّ في عُهود هؤلاء الملوك العظام الحال ، واستتبّ فيها الأمن والأمان ، وانتشر فيها العدل والمساواة ، وساد فيها الاستقرار والرخاء والازدهار .
وهاهي المملكة اليوم تسير بخُطى وثّابة وبسرعة فائقة وعزيمة صادقة نحو التقدّم والرقي والتميّز على كافة الأصعدة والمستويات وتسعى جاهدة في تحقيق أهدافها وطموحاتها وغاياتها المستقبلية في مُتون وصفحات رؤية ٢٠٣٠ والتي يقودها بعد أن رسم معالمها ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه وسدّد على طريق الخير والنماء والعطاء خُطاه .
وكل عام ومملكتنا الحبيبة وقيادتنا الرشيدة وشعبنا العزيز بخير وأمن وأمان وازدهار بإذن الله الواحد القهّار .
———————————
بقلم/حسين حمزة محمود عويضة
المدينة المنورة
١ / ٤ / ١٤٤٧هـ
٢٣ / ٩ / ٢٠٢٥م