معرض “مسارات إبداعية: تفاعل، تشكيل، تواجد “، المعرض الثاني لمقتنيات جوجنهايم أبوظبي الفنية، تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ويشارك فيه 25 فناناً معاصراً من مختلف الجنسيات والفترات الزمنية. ويتمحور المعرض حول ثيمات ثلاث رئيسية متمثلة في مفاهيم: التفاعل، التشكيل، والتواجد.
منذ بداية ثمانينيات القرن العشرين، ساهمت الأبحاث التي أجراها أنيش كابور في مفاهيم الحجم والشكل واللون والمادية في إعادة تعريف مفهوم النحت المعاصر. ويعتبر كابور نفسه رساماً يعمل بالنحت، وتضمنت تجاربه المادية المتنوعة والتي امتدت على فترة طويلة من الزمن الأصباغ الجافة، والجرانيت، والحجر الجيري، والمرمر، والفولاذ المصقول المقاوم للصدأ، والراتنج، والألياف الزجاجية، والبولي كلوريد الفينيل، والشمع، والأسمنت، وحديد كورتن المقاوم للعوامل الجوية، والطين، والسيليكون. اشتهر كابور بأعماله النحتية والتركيبية الضخمة مثل وطني الأحمر (2003) الذي يعكس الأسلوب المسرحي الأصيل المرتبط بالإبداع الفني. ويقول كابور “أرى أن التفاعل بين الإدراك الظواهري والحسي والنفسي هو جوهر الفن.”
ويدعو العمل الفني “وطني الأحمر” المشاهدين إلى المشاركة في العمل الفني نفسه بدلًا من الاكتفاء بالمشاهدة. ويتكون هذا العمل الفني من خمسة وعشرين طناً تقريباً من الشمع المطلي باللون الأحمر الزيتي ويوجد على منصة دائرية كبيرة يبلغ قطرها اثني عشر متراً. ويجعل عمل وطني الأحمر المشاهد يدرك وجوده في المكان وحجمه أثناء السير حول العمل. وتم وضع كتلة معدنية ثقيلة ذات ذراع آلي لتدور حول قاعدة العمل لأكثر من ساعة مع كشط وإعادة بناء الشمع الأحمر الفوضوي. وتبدأ هذه الدورة قبل وصول المشاهد وتستمر لفترة طويلة بعد مغادرته المعرض، بحيث يعطي انطباعاً بأن هذا العمل مصنوع ذاتياً.