تقرير: نسرين سفياني
شهدت المملكة العربية السعودية مؤخرًا تدفقًا ملحوظًا من السائحين الإيطاليين وغيرهم من مختلف دول العالم جاءوا لاكتشاف أرضٍ طالما سمعوا عنها، لكنهم لم يتخيلوا حجم الجمال والتنوع الثقافي والحضاري الذي تنتظره رحلة استثنائية بدأت من العلا، مرورا بالمدينة المنورة وينبع وجدة، ، حملت لهم تجارب فريدة ستظل محفورة في ذاكرتهم طويلاً.
دهشة من أول لحظة
وصل الوفد الإيطالي المكون من 12 سائحًا برفقة المرشد السياح يوالمدرب علي اليوسف ، حيث أبهرتهم المدينة العصرية بجمال معمارها وتناسقها ما بين الماضي والحاضر. يقول السائح الإيطالي ماركو ريستيل :
“لم أكن أتوقع أن أرى هذا الكم من الحداثة إلى جانب التراث الأصيل. جدة مدينة تنبض بالحياة وتجمع بين الأصالة والحداثة بطريقة مبهرة” وقد زرت المملكة في العام 2021 وزرتها الان 2025 وجدت الكثير من النهضة والتطور والجمال .
ينبع: بين البحر الصافي والتقاليد العريقة
بدأت مغامرتهم في مدينة ينبع الساحلية المطلة على البحر الأحمر. وقد انبهر الزوار بجمال الشواطئ والمياه الشفافة وفرص الغطس بين الشعاب المرجانية البكر في جزيرة البريدي التي زاروها .
“لم نتخيل أبدًا أن البحر الأحمر كان استثنائيًا إلى هذا الحد – جنة حقيقية لأولئك الذين يحبون البحر والطبيعة”، قالت أحداهن ، إحدى المسافرين.
جدة.. عروس البحر الأحمر
وفي جدة، عاش الزائرون أجواء ساحرة على شاطئ البحر الأحمر. تنقلوا في “جدة التاريخية” بين الأزقة الضيقة وبيوتها القديمة ذات النوافذ الخشبية المزخرفة. ولم تخلُ رحلتهم من زيارة كورنيش جدة العصري حيث الشمس الذهبية تعانق صفحة المياه الصافية.
تقول السائحة الإيطالية:
“جدة مدينة مدهشة. لم أشاهد مكانًا يجمع هذا الكم من الألوان، والدفء، والضحكات. حتى المأكولات هنا مدهشة بنكهاتها العربية الفريدة.”
سحر العلا وأسرار التاريخ
كانت المحطة الأبرز للوفد الإيطالي واحة العلا، حيث وقفوا مشدوهين أمام أعمدة مدائن صالح، وعبق التاريخ الذي يعود لآلاف السنين. تجولوا بين الجبال الصخرية التي رسمت عليها الطبيعة أبدع لوحاتها.
كرم الضيافة وروح المكان
لم يكن الجمال وحده ما جذب الإيطاليين، بل كذلك كرم الضيافة السعودية الذي أبهرهم. في كل مكان زاروه، كانوا يستقبلون بابتسامة وقهوة عربية وتمر فاخر حيث زاروا منزل احدى سيدات المدينة المنورة صاحبة متحف الغندورة وأعجبوا بترحابها وضيافتها لهم .
قالت أحدى السائحات “السعوديون شعب مضياف بشكل لا يوصف. كأننا في بيتنا وبين أهلنا.”
ختام الرحلة.. وعود بالعودة
مع انتهاء رحلتهم، عبّر السائحون عن رغبتهم الأكيدة في العودة لاكتشاف المزيد من معالم المملكة، ونقلوا تجربتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث امتلأت حساباتهم بصور الصحراء الذهبية، والمواقع الأثرية، والأسواق الشعبية، مع رسائل تؤكد أن السعودية أصبحت ضمن أهم وجهاتهم السياحية.
السياحة السعودية تفتح آفاقًا جديدة
هذه الزيارة تعكس نجاح رؤية المملكة 2030 في جعل السعودية وجهة سياحية عالمية، تحتفي بثقافتها المتنوعة وتاريخها العريق. ومع ازدياد عدد السائحين الأوروبيين، تتواصل قصص الإعجاب والانبهار بهذا البلد الذي يفتح ذراعيه للعالم.