رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مساء السبت حفل افتتاح مناسبة المدينة المنورة عاصمة السياحة الإسلامية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، وذلك بحديقة الملك فهد المركزية.
وأكد الأمير سلطان بن سلمان أن اختيار المدينة المنورة لهذا اللقب يعكس مكانة المدينة المنورة لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية، لاحتضانها المسجد النبوي، ومسجد قباء، والعديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ولما تضمه من معالم ومواقع سياحية وتراثية مهمة من متاحف وقصور تاريخية ومواقع أثرية، ومساجد تاريخية ارتبطت بأحداث السيرة والتابعين.
وقال سموه في كلمة تلفزيونية مسجلة بثت في الحفل: “يشرفني اليوم ويسعدني أن أشارك في انطلاق المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية، المدينة المنورة بما تحمله من مكانة كبيرة في قلوب المسلمين جميعاً”.
مشيرا إلى أن الهيئة عملت على عدد من المسارات لجعل المدينة المنورة المكان الأمثل والمكان الأهم لتتاح فيه الفرصة لجميع المسلمين بإذن الله تعالى للزيارة ولقاء أهل المدينة المنورة، ويأتوا قبل كل شيء لزيارة الحرم النبوي الشريف، ويأتوا ليعيشوا تجربة حقيقية من خلال زيارة مواقع التاريخ الإسلامي، وليجدوا جميع الخدمات والمرافق مهيأة وجاهزة لهم، وهذا ما نقوم به الآن ولله الحمد بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، وبمتابعة حثيثة وموفقة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز، وجميع من يعمل معه، لجعل المدينة المنورة بإذن الله هي المكان الأفضل، والخيار الأول لمن يريد أن يأتي ويتمتع ويستفيد من هذا المكان المبارك.
وأكد سموه أن المدينة المنورة حظيت باهتمام الدولة على مختلف المستويات، وشهدت حزمة من المشاريع التنموية الكبرى، ومن بينها مشاريع العناية بمواقع التاريخ الإسلامي حيث يجري العمل على تطوير مواقع الغزوات الكبرى بدر وأحد والخندق، والمساجد التاريخية المرتبطة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم.
منوها إلى تبني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- ترميم عدد من المساجد التاريخية في المدينة المنورة ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية، وإلى المشروعات المهمة التي تنفذها المملكة لتوسعة الحرم وتطوير المنطقة المركزية.
وأضاف: المدينة المنورة ولله الحمد، تشهد الآن انطلاقة كبيرة في تطوير المرافق، والخدمات، ومن ذلك مرافق الإيواء السياحي، والهيئة تعمل على حزمة مشاريع فيما يتعلق بمواقع التاريخ الإسلامي مع كافة شركائها ومنها متحف المعارك الإسلامية الكبرى بموقع بدر التاريخي ـ مشروع تطوير وسط بدر، وجبل أحد، والخندق، والمعالم التاريخية المرتبطة بكل موقع، بالتعاون مع هيئة تطوير المدينة المنورة والأمانة.
وأشار إلى أن المدينة المنورة هي أحد المسارات الرئيسة في مبادرة المملكة وجهة المسلمين، التي تعد إحدى مبادرات الهيئة المهمة، وقد بلغت التكاليف المعتمدة للمبادرة هذا العام 2,679 مليون ريال من المبلغ الإجمالي للمبادرة البالغ 25,000 مليون ريال.
وأضاف: “المدينة المنورة هي المستهدفة مع مكة المكرمة، لتكون هي المواقع الجاذبة لكل ما يهم المسلمين، سواء المعارض والمؤتمرات، أو الفعاليات، أو الاستشفاء أو التعلم، كما أننا نعمل الآن بتضامن كبير مع كل الجهات في المملكة، وكل شركائنا في المنطقة لكي نطور المتاحف الجديدة من ضمنها متاحف المعارك الإسلامية، مواقع الزوار، مواقع التاريخ الإسلامي، المساجد التاريخية التي تتم تطويرها الآن، متحف المدينة المنورة”.
وتابع سموه: “هناك الكثير من الأمور التي تجعل المدينة المنورة مكاناً للزيارة والبقاء لمدد أطول، فنحن نستهدف أن نفتح القلوب قبل الأبواب لكل المسلمين؛ ليأتوا مع أسرهم ومع أبنائهم، ومن أهم التحديات اليوم التي نواجهها في هذا العالم الجديد المتطور، أن نربط المسلمين وأبناءهم وأسرهم، والشباب منهم خاصة، بقصة هذا الإسلام العظيم، ومعرفة انطلاق هذا الدين العظيم من أرض الجزيرة العربية”.
وأضاف: “نحن نتوقع ونؤمل بمشيئة الله أن يأتي المسلم هنا، ويجد قبل كل شيء، المعاملة المميزة الكريمة من مواطني هذا البلد الكريم، ومواطني بلد الحرمين الشريفين، وأن يعيش المسلم تجربة جميلة مع أسرته، ويعود مستفيداً، وأن يقدم الفائدة لبلاده بإذن الله في وجوده معنا، وأن يعود مرات عديدة، وسنين متتابعة، وهو يستذكر بكل التقدير، وبكل الحب، وبكل السعادة زيارته للمملكة العربية السعودية، للمدينة المنورة خاصة”.
وتخلل الحفل كلمة ألقاها بهذه المناسبة وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة رئيس اللجنة التنفيذية لمناسبة المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية وهيب السهلي قال فيها بأن وراء هذا الاختيار الذي نشهد فعالياته في هذا المساء المبارك رجال أوفياء للمدينة وتاريخها ومجتمعها وزوارها يأتي في مقدمتهم راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة لما بذلاه من الجهد والعطاء والمتابعة ما نرى ثماره اليانعة هذه الليلة ونحن نحتفل سويا ببدء انطلاق فعاليات المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية . وأكد السهلي أن هذه الفعاليات ستكون مقصدا لكل راغب في الاطلاع على تاريخ المدينة العريق والتعرف على حاضرها المجيد حيث ستشهد مشاريع وفعاليات تشمل الكثير من الميادين تخاطب الجميع وتسعد كل مواطن ومقيم .
وكان حفل الافتتاح قد بدأ بتدشين سمو رئيس الهيئة وسمو أمير منطقة المدينة المنورة فعاليات المناسبة الكترونيا، كما شاهد الحضور فيلماً وثائقياً يستعرض روزنامة الفعاليات الخاصة بالمناسبة, والتي شملت اعتماد 10 فعاليات شملت برنامج سيدة البلدان للسياحة والتراث, وبرنامج قرية الأنصار, وبرنامج الدار الخاص بالفعاليات التفاعلية, إضافة إلى برنامج دار الحكمة الذي يُعد منبراً ثقافياً وفنياً, وبرنامج المُباركة الذي يهتم بالمعارض, وبرنامج المحبوبة وبرنامج سوق المناخة وبرنامج البارة للفعاليات النسائية وبرنامج دار الإسلام الخاص بالجامعة الإسلامية وبرنامج طابه الخاص بجامعة طيبة إضافة إلى بعض المهرجات التي ستقام في المدينة المنورة منها مهرجان أضواء المدينة المنورة ومهرجان القرية الإسلامية ومهرجان المدينة للأفلام القصيرة والمهرجان المسرحي والمهرجان الإنشادي والمهرجان المسرحي إضافة إلى المؤتمر الدولي للسياحة . بعد ذلك تم تقديم العرض المسرحي بعنوان “المنورة” لمجموعة من المنشدين والفرق الشعبية.
وقبل افتتاح الحفل قام سموهما بجولة في المعرض المصاحب، ثم دشن سمو رئيس الهيئة وسمو امير منطقة المدينة المرحلة الثانية من الحي التراثي بالمدينة المنورة، كما دشنا المسارات السياحية في المنطقة.
وكان اختيار المدينة المنورة عاصمة للسياحة الإسلامية قد تم في ختام أعمال اجتماع وزراء السياحة في الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، والذي عقد في نيجيريا بتاريخ 23 ديسمبر 2015م
ويعكس اختيار المدينة المنورة لهذا اللقب مكانة المدينة المنورة لدى المسلمين وما لها من قيمة دينية وتاريخية، لاحتضانها المسجد النبوي، ومسجد قباء، والعديد من المعالم التاريخية المرتبطة بالسيرة النبوية، ولما تضمه من معالم ومواقع سياحية وتراثية مهمة من متاحف وقصور تاريخية ومواقع أثرية.