كم كبير من الآمال يلوح تحقيقها في الأفق ،وسرور عظيم يعترينا .
يحث وزيرنا الجديد المثقفين على النهوض بالثقافة ، عنوان جميل لموضوع أجمل ، ولكن ، المثقف يريد من الوزارة توفير الأدوات اللازمة له ، كي يبدأ مشواره في العمل الثقافي الإبداعي ،
وهذه الأدوات أولها الدعم المعنوي وأوسطها الدعم المادي وآخرها الدعم الرسمي ، فقد نشأت مؤسسات ثقافية تطوعية في السنوات الماضية ، وذلك لشعور المثقف بتقصير المؤسسات الرسمية في النهوض بالوعي الثقافي ، وعدم الحرص على نشر الثقافة بين أفراد المجتمع ، وخاصة النساء ، فهذه المؤسسات التي يديرها موظفون يؤدون مهمة شكلية في الغالب ، لا تقدم المطلوب للمجتمع ، فليس لديها الحماس الكافي ولا يدفعها الحرص على إجادة العمل الثقافي الحقيقي ،
بينما نجد الجهات التطوعية المعدومة الدعم ، بل والمحاربة أحيانا ، تقدم من الخدمات الثقافية الكثير ، وجهدها واضح ، ومن الأمثلة على هذه المؤسسات التطوعية ، رواق المدينة ورواق مكة ، والفرق المسرحية مثل فرقة رواق المسرحية، والمقاهي الثقافية ، واللجان التشكيلية التي تقدم للفن التشكيلي الكثير ، من ورش فنية ومحاضرات ومعارض ومسابقات .
الإجابة على طلب وزيرنا كالتالي :
ما تطلبه موجود من سنوات ، ويعمل أصحابه بجدٍ وتفان ، وتوجد تقارير ومقاطع ولقاءات تلفزيونية وإذاعية وصحفية ، تثبت كل ذلك ، كل ما على الوزارة هو الالتفات لهذه الجهات ودعمها ، والاعتراف بها رسميًا ، وسترى بأن هذه البلد منجم ، فيه الكثير من المواهب المدفونة ، والطاقات المعطلة بسبب المحسوبيات ، وإهمال( بعض ) من يتقلد مناصب في الوزارة ولا يخدم منصبه ، بل يسخر منصبه لمصالحه الشخصية ومحسوبياته ،
سترى ثورة ثقافية لامثيل لها ، وسيتخذ التنافس شكله الجميل ، وسيكون دافعًا لتنمية المواهب واستغلال الطاقات كما ينبغي ، لن يبقى الباب موصدًا على هذه المواهب ، ولن تحتكر المنابر ، وبدل أن تمتليء الصحف بالكلام المنقول والمقالات السيئة لغويًا وفنيًا ، بسبب تسخير الصحف لمحسوبيات بعض من يشرفون عليها ، فيسلموهم عمود كان يجب أن يكون لمستحقه ،
سيجد من لديه قلم بارع صفحة يثري بها عقولنا ، وسيعتلي خشبة المسرح من لديه ما يقوله ويعرف كيف يقوله .
وكما امتلأت أملًا بوزارة الثقافة الجديدة ،
أقول :
هنيئًا للجيل القادم ، بسعة الساحة ونقائها ، ولعلنا نحن القدماء ، نستدرك بعض مافاتنا، ونستمتع بالأجواء الثقافية التي طالما حلمنا بها وبحثنا عنها في غير بلادنا .
الكاتبة ليلى الاحمدي
شاعرة وفنانة تشكيلية
نائبة رئيس رواق المدينة للمثقفات والاديبات
مدير تحرير مجلة سياح