المنامة: / بنا /
أدرجت لجنة التراث العالمي، المجتمعة في المنامة منذ تاريخ 24 يونيو برئاسة الشيخة هيا بنت راشد آل خليفة، اليوم موقعا مختلطا – طبيعيا وثقافيا في آن معا – من المكسيك، وثلاثة مواقع طبيعية من جنوب أفريقيا والصين وفرنسا في قائمة التراث العالمي، وذلك إبان دورتها التي عقدت صباح اليوم، كما وافقت اللجنة على امتداد موقع في الاتحاد الروسي، وستستمر اللجنة في النظر في الترشيحات الجديدة مساء اليوم.
وقد أدرج وادي تهوكان-سويكاتلان بمنطقة وسط أمريكا (المكسيك) والذي يتميز بطبيعته القاحلة وشبه القاحلة الأكثر غنى بالتنوع البيولوجي في أمريكا الشمالية.
ويعد هذا الموقع، الذي يتألف من ثلاثة عناصر، هي: زابوتيتلان-سويكاتلاتن، وسان جوان رايا، وبورون، أحد المراكز الرئيسية لأصناف متنوعة من عائلة الصبار المعرضة لتهديد كبير على الصعيد العالمي، ويعد الوادي على وجه التحديد موطنا لغابات الصبار العمودية الأكثر كثافة على وجه الأرض، والتي تشكل منظرا فريدا يتألف أيضا من الصبار ونبات اليوكا وأشجار البلوط.
وتكشف الآثار عملية تطور تقني يجسد التوطين المبكر للنباتات. ويمثل الوادي نظاما استثنائيا لإدارة المياه من خلال القنوات والآبار والممرات المائية والسدود التي تعد أقدم المنشآت المائية في القارة، وقد ساعدت على استقرار المجتمعات التي تعيش على الزراعة.
كما تم إدراج جبال باربيرتون ماكونيا بشمال شرق جنوب أفريقيا الموجود شمال شرق جنوب أفريقيا، ويشمل الموقع 40% من مساحة حزام الحجر الأخضر في باربرتون، الذي يعد أحد أقدم التركيبات الجيولوجية في العالم.
وتمثل جبال باربيرتون ماكونيا سلسلة الصخور البركانية والرسوبية التي ما زالت قائمة في أفضل حال منذ 3.5-3.6 مليار سنة، إذ تكونت عندما بدأت القارات الأولى بالتشكل على اليابسة الأصلية. وتوجد في الموقع ثغرات ناتجة عن سقوط النيازك، إذ تشكلت مباشرة بعد انتهاء فترة “القصف الشديد القمري” (قبل 4.6 – 3.8 مليار عام) وبقيت على وجه الخصوص في حالة جيدة.
وأدرج أيضا جبل فان جينغ شان الموجود في سلسلة جبال فولينغ في مقاطعة قويتشو (جنوب غرب الصين) والذي يتميز بارتفاعه الذي يتراوح بين 2570 و500 متر فوق مستوى سطح البحر، الأمر الذي يعزز تنوع الأصناف النباتية والتضاريس الجغرافية الموجودة في المنطقة. إذ يعد الموقع جزيرة من الصخور المتحولة في محيط كارستي، وما زال يحتوي حتى يومنا هذا على أنواع عديدة من الحيوانات والنباتات التي يعود أصلها إلى الفترة الجيولوجية للعصر الثالث أي ما بين 65 مليون على 2 مليون سنة مضت. وقد شجع وجوده في منطقة منعزلة على إيجاد درجة عالية من التنوع البيولوجي المتجسد في مجموعة من الأصناف المستوطنة، ومنها مثلا: شجرة فان جينغ شان، وفصيلة القردة الصفر الذهبية في مقاطعة قويتشو، بالإضافة إلى الأصناف المهددة، ومنها مثلا: السمندل العملاق في الصين والأيائل المسكية الصغيرة. كما يحتوي الموقع على غابة الزان الأولية القديمة التي تعد الأكبر والأوسع في المنطقة شبه المدارية.
كما تم إدراج الموقع التكتوني الأعلى لسلسلة الجبال البركانية “شين دي بوي” والذي يقع في وسط فرنسا ويضم الموقع، الموجود في وسط فرنسا، وادي “فاي دو ليماين” والتضاريس المقلوبة في جبل “لا سير”.
ويعد الموقع معلما رمزيا لصدع غرب أوروبا الذي تكون في القاعدة الأساسية لبنية جبال الألب منذ 35 مليون عام. وتبين الخصائص الجيولوجية للموقع كيف تشققت القشرة القارية قبل أن تنهار، الأمر الذي أدى إلى صعود الحمم البركانية المنصهرة في باطن الأرض نحو السطح مؤدية إلى ارتفاع مستوى السطح. ويبين الموقع بطريقة استثنائية ظاهرة الانجراف القاري التي تعد واحدة من الخطوات الخمس الرئيسية لتكتونيات الصفائح.
وتم إدراج وادي نهر “بكن” ليكون امتدادا لموقع سلسلة جبال سيخوت ألين الوسطى بالاتحاد الروسي والذي أدرج في قائمة التراث العالمي في عام 2001. ويقع الوادي على بعد مئات الكيلومترات شمال الموقع القائم. ويمثل الامتداد مساحة 1160469 هكتار، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف مساحة الموقع القائم. ويضم غابات الصنوبر المظلمة جنوب أوخوستوك وغابات الصنوبر وغابات الأشجار عريضة الأوراق شرق آسيا. وتضم الثروة الحيوانية في الموقع بعض أنواع التايغا وأصنافا تتميز بها منطقة جنوب مانشوريا. ويضم أيضا أنواع ثدييات مميزة مثل نمر الحب والأيل المسكي وحيوانات الشره والسمور.
وستستمر أعمال الدورة الثانية والأربعين للجنة التراث العالمي حتى تاريخ 4 يوليو.