المنامة / بنا /
دعا الاتحاد الدولي لصون الطبيعية (IUCN) إلى المحافظة على موقع التراث العالمي في أرخبيل سقطرى باليمن، وذلك خلال اجتماع لجنة التراث العالمي الثاني والأربعين الذي يعقد برئاسة واستضافة مملكة البحرين بقرية اليونيسكو في المنامة.
وحثت لجنة التراث العالمي، بناء على توصيات الاتحاد، الجهات المعنية في اليمن إلى وقف الأنشطة التي قد تؤثر سلباً على الحياة البرية والمناظر الطبيعية الفريدة التي يتمتع بها أرخبيل سقطرى، كما طلبت اللجنة من اليمن المساعدة في تسيير بعثة مشتركة من الاتحاد الدولي لصون الطبيعية ومنظمة اليونيسكو لتقييم الآثار الناجمة عن الأنشطة الاقتصادية والتي من بينها أنشطة الصيد غير المستدام وإدخال أنواع أسماك غير أصيلة على الجزيرة.وقالت اللجنة إن هذه الأنشطة قد تؤثر على القيمة العالمية الاستثنائية للموقع، مشيرة إلى أنه في حال حصل ذلك، فإن الموقع قد يدخل قائمة التراث العالمي المعرض للخطر العام المقبل.
وقال بیتر شادي، مستشار التراث العالمي في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة: “إن أرخبيل سقطرى يواجه قائمة طويلة من التحديات التي تهدد طبيعته الأصيلة والأنواع الأحيائية المتميزة في الموقع، فضلاً عن تأثر حياة المجتمعات المحلية التي تعتمد عليها”، وأكد أن الاتحاد الدولي لصون الطبيعة على استعداد للعمل بالشراكة مع السلطات والجهات المعنية على الأرض للتصدي لهذه التهديدات على وجه السرعة والمساعدة في تشكيل مستقبل يوازن ما بين الصون والتنمية داخل الموقع.
وغالباً ما يوصف أرخبيل سقطرى بأنه المكان “الأكثر غرابة على وجه الأرض”، كما ويطلق عليه “جزر غلاباغوس للمحيط الهندي”. وتتميز الجزيرة الرئيسية في الأرخبيل بتنوع أحيائي استثنائي في كل من اليابسة والبحر. ومن أشهر الأنواع النباتية أشجار “دم الأخوين”. وكان النظام البيئي للأرخبيل تعرض لخطر جسيم إثر إعصارين عام 2015م وإعصار ميكانو عام 2018م، حيث دمرت الأعاصير القرى والطرق والأشجار ومرافق الكهرباء والماء. كما يتعرض الأرخبيل حسب معلومات وصلت إلى الاتحاد الدولي لصون الطبيعة لعمليات تنمية غير مستدامة تهدد الحيود المرجانية والشواطئ التي تعيش فيها السلاحف، هذا عوضاً عن عمليات الصيد غير المدروسة.
ويعمل المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، من العاصمة البحرينية المنامة، على حماية وصون موقع التراث العالمي الطبيعي في أرخبيل سقطرى، وعبر برامج “طبيعة” المختص بالتراث الطبيعي في الوطن العربي بالشراكة مع الاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
وكان المركز استضاف لقاءً دولياً لإغاثة التراث العالمي في سقطرى بعد إعصار عام 2015م. كما استضاف خلال عام 2016م اجتماعاً لخبراء برنامج طبيعة الذي وضع حماية سقطرى ضمن خططهم الاستراتيجية، وفي عام 2017م أطلق المركز الإقليمي تقرير “طبيعة 2” الذي وثق فيه حالة صون المواقع الطبيعية المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو من وبينها موقع سقطرى، حيث استضاف خلال ورشة عمل 6 مشاركين من المهتمين بالتراث والعاملين في مجال التنمية من أجل تأهيلهم وتطوير قدراته في مجال حفظ التراث الثقافي في الجزيرة. وسيستضيف المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي المؤتمر الدولي السابع عشر لسقطرى ما بين 25 – 28 أكتوبر المقبل في مقره بالمنامة، وسيجمع المؤتمر الخبراء المهتمين من حول العالم لمناقشة البحوث العلمية المتعلقة بالموقع وآخر مستجدات حالة صون التراث العالمي في سقطرى.