أطلقت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير / شروق / ” نزل الرفراف ” المشروع السياحي البيئي الأحدث في مدينة كلباء الذي يشكل باكورة مشاريعها الجديدة لعام 2017 .
ويأتي المشروع – الذي أطلقته الهيئة بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة – في إطار استراتيجيتها القائمة على توفير وجهات سياحية رائدة ومستدامة في مختلف مناطق الإمارة.
وأوضحت الهيئة أنها باشرت مؤخرا إنشاء ” نزل الرفراف ” الذي يعد مشروع ضيافة فاخرا وعصريا من فئة الخمسة نجوم مغطى بخيام ويوفر تجربة إقامة فريدة ضمن محمية أشجار القرم في طبيعة كلباء الساحرة .. متوقعة إتمامه بالكامل وتسليمه قبل نهاية النصف الأول من العام الجاري.
ويتضمن المشروع 20 خيمة فاخرة يتمتع كل منها بحوض سباحة خاص وصممت الخيام خصيصا لمنح نزلائها المزيد من الراحة والخصوصية وإطلالات مذهلة على المحيط الهندي وغابة أشجار القرم المحيطة بالمشروع.
وسيوفر ” نزل الرفراف ” – بهدف تعزيز أجواء الفخامة وراحة الضيوف – مركزا لليوغا واللياقة الصحية في الهواء الطلق .. إضافة إلى مجموعة من المرافق العامة التي تشمل مكتب استعلامات وصالة استقبال ومطاعم وأماكن ترفيهية خارجية.
ويتمتع زوار المنطقة بالعديد من النشاطات التي يوفرها مركز الأنشطة الخارجية الذي يتيح الفرصة لعشاق المغامرات الخارجية لخوض عدد من التجارب الفريدة التي تتضمن التجديف عبر أشجار القرم والرحلات وركوب الدراجات الجبلية.
ويتميز المشروع باعتماده أعلى معايير البناء الأخضر والاستدامة ويمتاز بتأثيره المنخفض للغايه على سلامة البيئة المحيطة وجمالها الطبيعي.
وقال سعادة مروان بن جاسم السركال المدير التنفيذي للهيئة إن إمارة الشارقة تمتلك مقومات وموارد طبيعية وتضاريس متنوعة تجعل منها وجهة سياحية فريدة في المنطقة .. فيما نسعى من خلال مشاريعنا السياحية التي نطلقها في مختلف مناطق الإمارة إلى تسليط الضوء على هذه الأماكن وجلب حركة السياحة إليها.
وأوضح أن الهيئة تتبنى توجها راسخا نحو إنشاء سلسلة من المشاريع السياحية والترفيهية البيئية المستدامة في الإمارة وأبرزها مشروعا مليحة للسياحة البيئية والأثرية وكلباء للسياحة البيئية فيما تمضي اليوم قدما في تعزيز هذا النهج عبر ” نزل الرفراف ” الذي جاءت تسميته نسبة إلى طائر الرفراف الذي يعيش في المحمية ويعتبر أيقونة مميزة فيها حيث سيقدم المشروع تجربة ضيافة راقية تلبي متطلبات الاستدامة.
وأشار إلى أنه روعي في تنفيذ المشروع حماية البيئة المحيطة .. حيث قررت ” شروق ” أن تتم أعمال البناء والتجهيز خارج المحمية ليتم بعدها نقل المكونات الجاهزة وتركيبها في موقع المشروع الذي يتميز أيضا بكونه قابلا للفك وإعادة التركيب ما يجنب البيئة الطبيعية للمنطقة مخلفات عملية البناء.
وقال ” كما حرصنا على توفير طرق آمنة للتخلص من النفايات الناجمة عن العمليات الإنشائية وإعادة تدوير كل ما يمكن تدويره منها وصولا إلى استخدام أنواع صديقة للبيئة من الإسمنت والخرسانة وانتهاء بالتمديدات والأجهزة الكهربائية التي سيتم استخدامها في المشروع والتي تحقق أعلى اشتراطات الاستدامة وأقل أثر في البيئة المحيطة ما يعني بالتالي تخفيض البصمة الكربونية للمشروع إلى أدنى حد ممكن “.
من جانبها .. قالت سعادة هنا السويدي رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة إن التعاون مع ” شروق ” في إنجاز هذا المشروع المميز يأتي في إطار الحرص على إتاحة الموارد الطبيعية القيمة في إمارة الشارقة أمام الزوار مع توفير أعلى درجات الحفاظ عليها لضمان استدامتها للأجيال المقبلة.
وأضافت ” سنعمل على تقديم الدعم اللازم للهيئة في إدارة مرافق المشروع الطبيعية وحماية أشجار القرم التي تشكل الأساس الطبيعي للمشروع حيث تعد المحمية موطنا لعدد من أقدم أشجار القرم ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة فحسب بل في دول المنطقة ككل “.
ونوهت إلى الاتفاق مع ” شروق ” على أن يتم بناء النزل على قاعدة مرتفعة عن الأرض حتى لا تتسبب في إفساد مناطق تعشيش السلاحف التي تتخذ من المنطقة مأوى طبيعيا لها .. فيما ستعمل الشركة المشغلة على توفير الحماية الضرورية والعناية اللازمة للسلاحف وهو ما يجعل المشروع يمتثل لأعلى المعايير في المحافظة على البيئة الطبيعية الفريدة للمنطقة .
يشار إلى أن محمية أشجار القرم في مدينة كلباء أعلنت كمحمية طبيعية بموجب المرسوم الأميري رقم 27 لسنة 2012 الصادرعن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. وتتميز المحمية بموقعها الجغرافي على خوركلباء حيث تقع النقطة الأكثر انخفاضا في المحمية على بعد ميلين من البحر وتبلغ 23 مترا.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمحمية 4.997 كيلومتر مربع ويتكون نظامها البيئي من جزأين أولهما بيئة غابات أشجارالقرم التي تمتاز بصلابتها وارتفاعها الشاهق ” نحو 8 أمتار ” حيث تنمو هذه الأشجار في التربة ذات معدلات الأكسجين المنخفضة وتعرف بتحملها لملوحة مياه البحر وتساعد أشجار القرم كذلك على استقرار الساحل عن طريق الحد من أضرار عوامل التعرية التي تسببها العواصف والأمواج والتيارات والمد والجزر.
أما الجزء الثاني من المحمية فهو البحيرة المتصلة التي أنشئت صناعيا وتتميز بكثافة تكاثر الطحالب الهامة والضرورية في إتمام عملية التمثيل الضوئي لتوفير الغذاء الوفير للأحياء البحرية.
وتحتضن المحمية أنواعا مختلفة من الطيور والحيوانات النادرة أهمها سلاحف كلباء البحرية الخضراء وضخمة الرأس وصقرية المنقار والثعالب والزواحف والصقور والنسور والبوم وطيور الرفراف التي اكتسب النزل اسمه منها.
وتم اعتماد تسجيل المحمية ضمن اتفاقية حماية الأراضي الرطبة ” رامسار ” سنة 2013 بسبب دعمها لفصائل مهددة من الكائنات الحية كما أنها تمتلك أهمية عالمية كبيئة مهمة لتكاثر العديد من أنواع الطيورالنادرة حيث تميزت بانفرادها كموقع تكاثر لطائرالرفراف المطوق العربي.