سُئلتُ يومًا : ماسبب غياب الشاعرات السعوديات عن الأمسيات في المملكة؟
كدت أضحك في وجه السائل ، إلا أنني تمالكت نفسي ، فهذا الذي يسأل هو على الأقل شخص مهتم ،لايستحق أن أتهكم به ، بغض النظر عن سذاجة السؤال ، وبالرغم مني بدأت حديثي بابتسامة كأقل الأضرار، قلت له متسائلة :
أتسمي المجاملات المجتمعية بين أهل العروس ( مايسمونه أمسية) وبين أهله وخاصته(مقدمي الأمسية) تسمي هذه أمسيات؟ ثم إن السعوديتان أو الثلاثة أو الأربع أو الخمسة سادسهن (محسوبيهم ) الموجودات في المملكة لايغبن عن هذه الأمسيات ؟ ، نعم فقد قرر مقيمي الأمسيات والمناسبات الثقافية في المملكة أن هناك ثلاث أو أربع أو بالكثير خمسة شاعرات في بلدنا ، فهن اللاتي تتم دعوتهن للمشاركة في الأمسيات ، وليس هناك من شاعرة سواهن ، والحمد لله استطاعوا إقناع المجتمع بذلك فهن في كل مناسبة ثقافية مدعوات ومقدمات ومتحدثات وحاضرات ، ومكرمات ، واستطاعوا أيضًا إقناع العالم العربي أجمع بأن السعودية لايوجد فيها شاعرات سواهن ، وما نتعرض له من تساؤل عند الإخوة العرب ، أنْ لماذا ليس هناك شاعرات في السعودية ؟ ماهو إلا دليل على نجاح مسؤلينا المخلصين في ترسيخ هذه الفكرة ((لايوجد شاعرات في السعودية ، سوى هذه الثلة التي ترونها)) .
هذه الإجابة مغموسة في السم مرشوشة بالعسل ، إما الإجابة الأخرى ، التي لاسم فيها ولا عسل ، فهي كالتالي :
في بلدنا من الشاعرات مالايوجد في أي بلد عربي آخر ، كمًا ، وكيفًا، ولكن في بلدنا أيضًا قراصنة يمسكون بالمنابر والمحافل الثقافية والمهرجانات ، ويوزعونها على من يريدون ، فلاتجد الشاعرة (خرم إبرة) لتلج منه إلى هذه المحافل والمنابر ، فكل المنافذ مسدودة ، الأعمدة الصحفية معطاة لمن لايستحقها(بسبب المحسوبية) بدليل مانراه من مقالات هابطة لغةً ومعنىً ، والمنابر الثقافية تعتليها من تقرأ قصيدة كتبها لها أحدهم ، كي يقولون عنها شاعرة، والدعوات لحضور المؤتمرات الأدبية ومعارض الكتاب ، هي دعوات حفل زفاف أقرباء المسؤول عن تنظيم هذه المناسبة وتلك، والأمسيات الشعرية ، هي جلسات يرتبها أحدهم ويدعو لها من يود أن يكون جليسه ، ويالهذا السؤال ياصاحبه ! ، لقد نكأت جرحًا .
2017/03/25 1:05 ص
ليلى الاحمدي تكتب : غياب الشاعرات السعوديات عن الأمسيات في المملكة
Permanent link to this article: https://soyaah.com/1768/