سياح:بنا
تجربة جديدة ورائعة أن تُعرض مسرحية في فصل دراسي صغير، تتحدى فيها امكانيات المكان وامكانيات الفضاء المخصص للمسرح، فكل مكان يمكن أن يتحول إلى مسرح، ومن هنا انطلقت أولى عروض مسرحية الدمى “قرية صفاء” التي تعد باكورة أعمال مسرح الفراشة للدمى الذي تأسس مؤخرا ليتخصص في تقديم عروض خاصة بفن الدمى لفئة الأطفال من 3 سنوات فما فوق.
ويقول مؤلف ومخرج المسرحية أحمد جاسم إن “فن الدمى” فن غائب عن ساحة الطفل البحريني والخليجي بالرغم من أهميته وقوة تأثيره على الأطفال، واننا في مسرح الفراشة نذرنا جهدنا وأفكارنا للتحليق بهذا الفن، وبدأنا بعرض نوعية جديدة من الفنون المسرحية على جمهور الاطفال، حيث تقوم فكرة مسرحية “قرية صفاء” على جعل “الكتاب الصغير” بمثابة المسرح الذي تتحرك فيه الشخصيات ويتحرك فيه الديكور، وجاءت فكرة “الكتاب الصغير” التي استوحيناها في هذا العرض بعيدا عن المألوف وبشكل رائع وجديد وممتع لفئة الأطفال ولاقت اعجابا كبيرا.
وأضاف أحمد جاسم انه بالرغم من صغر حجم المسرح الا أن المؤثرات البصرية والسمعية والخدع تعطيه ثراءاً ومتعة بصرية يندمج معها الاطفال، واستغرق العمل لإنجاز الكتاب الصغير أكثر من 6 أشهر نظرا لتعقيدات الطبقات الورقية التي استخدمت من قبل مصممتي الكتاب آمنة العوضي وإيمان بوزبون، حيث كانت التجارب لا تتوقف في استخدام الخامات ووسائل التحريك.
وجري تقديم العرض الى أكثر من 1600 طفل عبر جولة فنية بين المدارس الابتدائية والروضات في عدة مناطق من مملكة البحرين، حيث أن المسرحية قابلة للتقديم في أي فضاء مهما صغر مكانه، وهذا يسهل على الجمهور الحضور من مناطقهم ومدارسهم، وهو أسلوب تم اتباعه لإثبات فكرة أن المسرح لا تحده حدود ولا مساحات معينة.
وتحكي المسرحية “قرية صفاء” قصة صفاء البنت اللطيفة التي تحب الجميع وتعيش في قرية هادئة جميلة منظمة، لكن الأمور تتغير عندما تنتقل إلى المدينة بصحبة صديقتها ندى لتكتشف عالما جميلا، لكنه مشوب بالضجيج والضوضاء على عكس القرية، ومن خلال المسرحية يتعرف الطفل على الفرق بين القرية والمدينة، النظام والفوضى، البيئة النظيفة والملوثة، الطبيعة والعمران الحديث، وغيرها من القيم، مع مشاهدة ردود أفعال الأطفال.
وتستغرق مدة عرض المسرحية تقريبا 30 دقيقة، مع محركي الدمى عبدالرحمن بوبدر وأحمد جاسم، وأصوات الأطفال عبدالرحمن بوبدر والطفلة شيخة أحمد والطفلة إيمان أسامة والموسيقى زكريا الشيخ.