لا أعتقد أن ضحايا اللصوص من السياح في أي دولة في العالم لم تصل لهم التنبيهات والقصص المنوعة التي تعرض لها الضحايا وتناقلتها وسائل الإعلام بشقيها التقليدي والاجتماعي، والتنبيهات بضرورة أخذ الحيطة والحذر لكي لا تكون السائح التالي في هذة المصيدة التي تنشط خلال موسم السياحة.
خلال سفري هذا الموسم لعدة دول سياحية ،كنت أرصد بشكل مباشر تصرفات السياح وخاصة الخليجيين منهم ،والبقية من دول العالم في كل من ،أوزبكستان وروسيا وبريطانيا ،و وصلت إلى قناعة تامة بأن هناك سياح يسافرون ليس للاستمتاع بإجازتهم في ربوع المواقع السياحية وإنما للتباهي بما يملكون من مغريات فارهة يرتدونها تغري اللصوص بشكل مباشر ، والذين يعتبرون هذا الموسم لحصاد كل ما صغر حجمه وارتفعت قيمته ، ولافرق بين المجوهرات أو النقد ولا حتى الهواتف المتنقلة التي تعتبر أسهل ما يتم سرقته وبشكل مكثف خاصة في لندن.
الأمن السياحي في أوزبكستان كان ظاهرًا للعيان في المواقع السياحية خاصة، والشرطة متواجدة في الأسواق والمجمعات ، بينما في روسيا لا وجود مكثف لقوى الأمن إلا أن انتشار كاميرات المراقبة الأمنية بكثافة في الطرقات العامة والمواقع السياحية يشعرك بنوع من الأمان ، لكن اللصوص لهم ابتكاراتهم الخاصة لتنفيذ السرقات إذا ما كانت ظاهرة للعيان ودون أخذ الحيطة والحذر للحفاظ عليها.
أما في العاصمة البريطانية التي تضج بالسياح الخليجيين والعرب والقادمين من مختلف أنحاء العالم ، ورغم الحضور الأمني المباشر في المواقع والشوارع السياحية، والمراقبة الأمنية المتطورة والدقيقة ، فإنه لا يكاد يمر يوم دون أن تسمع فيه تسجيل قضية سرقة، وقد أعلنت إحدى وسائل الإعلام الأوربية إحصائيات بأرقام فلكية لعمليات السرقة بسبب مظاهر السياح من ملابس ومقتنيات ثمينة ،من ساعات وكاميرات احترافية ،والجلوس في المقاهي على أرصفة الشوارع والانشغال بالهاتف النقال وترك هذه المقتنيات دون مراقبة ،مما يسهل السرقة السريعة.
آخر إحصائية نشرتها قناة العربية تقول أن إيطاليا تعاني سنويا من السرقات بين 130 إلى 170 ألف حالة نشل ، كان الكثير منها في المدرج، بينما سجلت برشلونة 9 حالات سرقة في الساعة خلال النصف من هذا العام ،حيث تمثل الساعات الفاخرة أكثر من 4% مع حالات اعتداءات السطو العنيفة.
كما سجلت بريطانيا سرقة أكثر من 100 ساعة فاخرة منذ عام 2015 ، وفي ديسمبر الماضي فقط تم تسجيل سرقة أكثر من 600 ساعة فقط في لندن ، وليس ببعيد عن جارتها باريس التي تشهد مزيدًا من هذه السرقات خاصة في وسائل النقل ، وعند برج إيفل ، وذلك حسب احصائيات عام 2019 الذي سجل أكثر من 7 آلاف حالة سرقة لمقتنيات مختلفة وبطرق متعددة.
الجهات الرسمية سنوياً ممثلة في وزارة الخارجية والداخلية تنوه عبر مختلف قنواتها المسافرين إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر، واتباع التعليمات لضمان سلامتهم وعدم تعرضهم لمثل هذه الجرائم التي قد تتطور إلى سلامتهم البدنية لا قدر الله بسبب التهاون في الالتزام بأبسط قواعد السفر.
نتمنى ونحن في بداية الموسم السياحي أن تأخذ التعليمات الموجهة من الجهات المعنية نصيبها من التطبيق الفعلي ، وقبل الوقوع في المصيدة وأنتم في بلاد الغربة ، حتى لا تكونوا من البكائين على اللبن المسكوب، ولا ينفع بعده الندم والحسرة.
2024/06/29 2:35 ص
الاعلامي البحريني محمود النشيط : سٌياح لا يسمعون النصيحة ولا يتعظون!!
Permanent link to this article: https://soyaah.com/33157/