أجرى مركز المعلومات والأبحاث السياحية “ماس” بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دراسة إحصائية على زوار سوق عكاظ في دورته الحادية عشرة عام ١٤٣٨هـ، التي أقيمت في الطائف برعاية خادم الحرمين الشريفين باشراف وتنظيم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حيث تعتبر تجربة ثقافية غنية ذات مستوى عالٍ، انعكست إيجاباً على الجوانب الثقافية والاجتماعية للزوار سواء من المواطنين السعوديين وغير السعوديين، حيث أكد غالبية الزوار المشاركين في الدراسة بنسبة تفوق (96%) أنهم راضون عن تجربة زيارتهم لسوق عكاظ.
وأبرزت نتائج الدراسة كذلك اتفاق ما يزيد عن (96%) من الزوار المشاركين في الدراسة على أن السوق يعمل على إبراز البعد الحضاري للمملكة، ويزيد من الاهتمام بالتراث الوطني، ويسهم في تعزيز الفخر بمكتسبات وحضارة الوطن، كما أنه فرصة لاستكشاف أنماط فنية ومجالات أدبية جديدة.
وأكد غالبية الزوار المشاركين في الدراسة على جودة سوق عكاظ مقارنة بالفعاليات الأخرى، فيما ذهب 95.5% منهم إلى أن هذه الفعالية تدعم الترابط الأسري والمجتمعي واتفقوا على أن سوق عكاظ منحهم فرصة لقضاء وقت ممتع مع الأهل والأصدقاء.
وأشارت الدراسة أيضاً إلى وجود اختلافات في إدراك الشرائح المختلفة للمجتمع السعودي للتأثيرات الثقافية والاجتماعية الناجمة عن سوق عكاظ، فكان الإناث أكثر رضا عن تجربة الزيارة لسوق عكاظ، كما أنهن يوافقن بدرجة أكبر من الذكور على أن سوق عكاظ فعالية لا يمكن تجاهلها وأنها تسهم في استكشاف أنماط فنية ومجالات أدبية جديدة مع دعمها الترابط الأسري والمجتمعي، بينما كان الذكور يؤيدون بدرجة أكبر من الإناث أن سوق عكاظ أسهم في زيادة الاهتمام بالتراث الوطني وترسيخ مفهوم الهوية وزيادة الفخر بمكتسبات الوطن وزيادة الرفاهية.
وتأتي هذه الدراسة الاحصائية انطلاقا من الأهمية الكبيرة التي توليها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لسوق عكاظ كقيمة تاريخية ومناسبة وطنية مهمة تعزز الصورة المشرقة للنهضة الحضارية التي تعيشها المملكة في شتي المجالات، كما برزت أهمية دراسة التأثيرات الثقافية والاجتماعية لدى المشاركين في سوق عكاظ للوقوف على مدى مساهمة هذا الحدث الكبير في إثراء الجوانب الثقافية والاجتماعية للمواطن السعودي.
وقد تم توسيع نطاق التركيز على التغطية الإحصائية التقليدية لسوق عكاظ، حيث قام مركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتنفيذ دراسة تقييم التأثيرات الثقافية والاجتماعية لسوق عكاظ في الدورة الحادية عشرة 1438هـ، حيث تم التركيز على قياس عدد معين من المحاور التي تعكس التأثيرات الثقافية والاجتماعية التي أحدثها سوق عكاظ من وجهة نظر الزوار، سواء محور التأثيرات الثقافية: وتشمل تقييم الجودة الشاملة لتجربة زيارة سوق عكاظ، مستوى الرضا، توصية الآخرين بالزيارة، استكشاف مجالات أدبية وأنماط فنية جديدة، التنوع والتفرد، وزيادة الاهتمام بالتراث الوطني. وأيضاً محور التأثيرات الاجتماعية: وتشمل قياس مدى تأثير السوق على زيادة الترابط الأسري والمجتمعي وعلى زيادة شعور المواطنين بالفخر بمكتسبات وحضارة الوطن، وكذلك تقييم الرفاهية الناتجة عن المشاركة في هذه الفعالية.