العودة إلى سنار
خواطر من كتاب عصر البطولة في سنار
د.علي العراقي
aaliraqi.aa@gmail.com
(1)
ما فتئ الصديق الدكتور أحمد المعتصم الشيخ يحرضني على قراءة كتاب عصر البطولة في سنار لمؤلفه ج. سبولدينق ، والحق اني ما أن بدأت مطالعة الكتاب حتى تبينت دواعي إلحاح دكتور أحمد المعتصم.
فالكتاب، والذي هو في الأصل أطروحة دكتوراه، قدم مقاربات جديدة لسنار خلال الفترة الأخيرة الأخيرة من عمرها (1700-1821) محللا القوى الاجتماعية والاقتصادية والتغييرات الثقافية التي طرأت على المجتمع وهيكل السلطة ومنظومة القيم.
يدفعك الكتاب للسؤال مرارا وتكرارا عن أثر سنار في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية السودانية وهو أثر يعتقد كثير من الباحثين أنه ممتد حتى يومنا هذا. فيما يلي بعض الخواطر العجلى والهوامش على الكتاب والتي تنتظر مزيد بحث وتحليل من المختصين.
قامت أيديولوجيا سنار على التوافق والتكامل بين المكونات الإسلامية وغير الإسلامية وكان حكامها واعين لخصوصية التنوع الذي يميزها وسموا أنفسهم ( ملوك الشمس والظل) للدلالة على فسيفساء المجتمع السناري بل اتخذ ذلك أبعادا عملية في التقاضي والإدارة كما عبر عنها أحد الكتاب ( كل سكان سنار هم رعايا لذات السلطان ولكن لا يخضعون كلهم لذات القانون).
تميزت سنار بإستيعابها لمنظومة قيم تحد من غلو السلطان وتضعه تحت الرقابة وتجلى ذلك في خلع السلطان بواسطة كبار الموظفين عندما يقررون عدم صلاحيته للحكم ويتم ذلك عبر آليات سياسية مطولة ومتدرجة ( حادثة خلع السلطانين اونسة وبادي الرابع) ، يطرح هذا الأمر سؤالا مهما هل كانت مؤسسات الفونج السياسية أكثر تطورا مما تلاها ام ان ذلك تأثر بالتغير الذي طرأ على القيم والثقافة السياسية؟؟
1 comment
1 ping
علي عتمان محمد صالح
2017/11/21 at 3:01 ص[3] Link to this comment
اقبلوني، دام فضلكم ، صديقا وقراءات و مشاركات