أبوظبي / وام /
تنطلق غدا بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” وتحت رعاية ودعم وحضور سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات.. فعاليات الدورة الثانية عشرة لمهرجان سلطان بن زايد التراثي 2018 بميدان سباقات الهجن بمدينة سويحان.
ينظم المهرجان نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد بالتعاون والتنسيق مع العديد من الجهات والمؤسسات والهيئات ذات الصلة بالعمل الثقافي والتراثي أو الساعية إلى دعم ومؤازرة الجهود الرسمية للحفاظ على التراث وعدد من الرعاة الاعلاميين.
ويتضمن المهرجان عددا من المنافسات تتصدرها مزاينة الابل الأصايل وسباق الإبل التراثي ومزاينة وسباق السلوقي العربي ومسابقة المحالب “الحلاب” اضافة إلى المسابقة الشعرية ومسابقة التصوير وبرنامج تراثي وفني وأدبي مصاحب ذي صلة بالإبل والموروث الإماراتي العريق.. وتستمر الفعاليات حتى مساء الثالث من شهر فبراير المقبل بمشاركة عدد كبير من محبي رياضة الهجن من كافة إمارات الدولة وعدد من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ويستهل برنامج الافتتاح باحتفالية كرنفالية يعطي فيها سمو راعي المهرجان شارة الافتتاح الرسمي للمهرجان الذي يضم أكثر من ستين فعالية تراثية وثقافية وفنية ومجتمعية ورياضية.. كما تتضمن في البداية السلام الوطني ثم كلمة رئيس اللجنة العاليا سعادة سنان المهيري ثم عرض العازي ورحالة الظعن مع صوت الربابة ثم شارة البدء.
ويشهد يوم افتتاح المهرجان انطلاق منافسات مزاينة الإبل الأصايل والمخصصة لفئة مداني ضمن مجموعة من الأشواط إذ تهدف المزاينة إلى إبراز القيم الجمالية للإبل المحليات الأصايل وحفز الملاك على اقتنائها وكذلك المحافظة على سلالات الإبل الأصايل وحمايتها من التهجين وتحظى المزاينة بإقبال كبير من طرف ملاك الإبل في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في تقديمه للكتاب السنوي للمهرجان ” يعتبر المهرجان الذي نعتز به منذ انطلاقته موروثا تراثيا وحضاريا نوعيا وما يسعدنا فيه هو ذلك الاهتمام من المواطنين والزائرين والسياح والوفود من أنحاء العالم الذين يتوافدون للاطلاع على أنشطته وفعالياته التي تتطور بسرعة كبيرة في كل دورة جديدة منه.
واضاف سموه ” يستقطب المهرجان العديد من طبقات المجتمع في دول مجلس التعاون وأعدادا كبيرة من مشاهير العالم والنخبة من الرياضيين والإعلاميين والمصورين والفنانين الذين يعشقون حياة وثقافة الصحراء.
ولعل ذلك ومع هذا النجاح الكبير الذي يلقاه الحدث وعام زايد يدعونا لاستذكار اهتمام الوالد المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” بالتراث وإحيائه وترسيخ مفاهيم وتقاليد رياضة الهجن العريقة في الدولة وما انبثق عنها من احتفاليات ومهرجانات ومنها هذا المهرجان ومكانته كمتوالية ثقافية متكاملة تعمق من حضور التراث والأصالة في الحراك المعرفي والثقافي الإماراتي والخليجي”.
واكد سمو راعي المهرجان أن نشاط نادي تراث الإمارات برز بتفوق وظهرت آثاره واضحة جلية في مجال التطبيقات التراثية المحسوسة والخطاب الثقافي العقلاني المتوازن التي نشهدها حية دون انقطاع منذ إنشائه وهو أمر نفتخر به ونسعى لكي يستمر ويتعاظم كما ونوعا.
وقال سموه ” الشعار والهدف والاستراتيجية في كل نشاطاتنا ومنها مهرجان سلطان بن زايد التراثي في نسخته الجديدة في مدينة سويحان التي تترجم بامتياز رؤى واهتمامات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله نحو تفعيل وريادة لتراثنا وموروثنا حتى يبقى أصيلا ومتواصلا في الذاكرة الجمعية وبخاصة ذاكرة أبنائنا من الجيل الجديد ليكون هذا الموروث بمثابة بوصلة تهديهم إلى بر الأمان في مواجهة الصعاب والتحديات واختراقات”.
واكد سمو الشيخ سلطان بن زايد في كلمته الافتتاحية بالكتاب ” ان هذا المهرجان الذي أصبح حدثا سنويا تقليديا نعتز به أيما اعتزاز لم يكن نجاحه وليد صدفة بل تحققت له كل هذه الفضاءات والمساحات على مستوى الاهتمام الإقليمي والعربي والدولي نتيجة إخلاص أبناء الامارات من محبي رياضات الابل لتراثهم ووطنهم ومجتمعهم والعمل معنا في مشروعنا الوطني الذي تبنيناه منذ انطلاقة الحدث في مدينة سويحان وما يقدمه أهلها من دعم ثمين لإنجاحه للارتقاء بمنظومة نشاطاته وفاعلياته وبرامجه التي تتصدرها مزاينة الأبل الأصايل لتظل هي النموذج الحي المتفرد في عرض أجمل الأبل وتشجيع الملاك والمربين المحافظة على سلالاتها العربية الأصيلة وما يتبع ذلك من مسابقات ومنافسات في سباق الإبل التراثي ومسابقات مخصصة للشعر المتعلق بمناخات المهرجان وغيرها من أنشطة هادفة مما نجد أنه نوافذ مشرعة يطل منها أبطال هذه الرياضات على فضاءات الفرح والجوائز والاحتفاليات والمجالس التراثية والشعرية التي تحدث بتنوعها وشموليتها تجمعا إنسانيا فريدا بين ابناء الامارات واشقائهم في دول مجلس التعاون الخليجي في إطار هذه الاحتفالية الثقافية التراثية التي أصبحت الشعار الأهم لمدينة سويحان وهي تستقبل فرسان الصحراء وضيوف المهرجان من كافة الجنسيات والثقافات وجمهور من كافة إمارات الدولة ودول مجلس التعاون الخليجي يفدون إلى أرض المهرجان محفوفين بكرم الضيافة والترحيب الاماراتي المعهود لنتشارك جميعا في بث نسمات الفرح في جنبات المكان ونعمل سويا بكل طاقاتنا الايجابية لكي يخرج المهرجان إلى العالم بأبهى حلة وصورة مشرقة وبذلك نكون قد وضعنا ايدينا على أروع المؤشرات الايجابية التي قدمها الماضي الأصيل من أجل تحديد معالم الطريق الواسع نحو المستقبل”.
وتكتسب دورة مهرجان هذا العام أهمية خاصة كونها تترافق مع “عام زايد” إذ ستكون الذاكرة حاضرة بمآثر الشيخ زايد “طيب الله ثراه” وخصاله الكريمة.
وقال سعادة منصور سعيد عمهي المنصوري نائب المدير العام عضو اللجنة المنظمة رئيس اللجنة الإعلامية لمهرجان سويحان انه في مهرجان سلطان بن زايد التراثي ومن خلال ما سيقدمه مركز سلطان بن زايد من برامج تلفزيونية متنوعة ومتعددة سيكون الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ” طيب الله ثراه ” حاضرا بذكراه من خلال برنامج “في ذكرى زايد طيب الله ثراه” والذي سيتناول لقاءات عدة مع ضيوف كرام رافقوا المغفور له من مدنيين وعسكريين إلى وزراء وسفراء وشخصيات أخرى من المجلس الوطني الاتحادي.. مشيرا الى انه في هذا البرنامج ستكون الذاكرة حاضرة بمآثر الشيخ زايد طيب الله ثراه وستلهج الألسن بخصاله الكريمة التي طالما كانت مضرب المثل في أفعال الخيرين الكرام.
وأضاف ان مركز زايد للدراسات والبحوث سيكون حاضرا حيث سيضم جناح مركز زايد عرضا لمقتنيات المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه والتي كان يستخدمها في حياته وكذلك سيتم عرض صور نادرة له تجسد تأريخا حيا لمسيرته العطرة.
وفي مجال تعزيز القيم النبيلة لدى النشء اوضح المنصوري أنه ستعرض في المهرجان مسرحية “حديقة الخير” التي تهدف إلى نشر المحبة والسلام.. أما النطاق الذي يتحدث عن التراث فستجسده مسرحية بوغنوم التي تدور أحداثها حول تضمير الإبل.
وأشار المنصوري إلى أن المهرجان سيبث على قناة ابوظبي الرياضية الثانية كما ان البرامج التلفزيونية التخصصية ستكون عبارة عن برامج متعددة..
فعلى الجانب التحليلي سيذاع برنامج “صباح سويحان” و”الاستيديو التحليلي” المكون من فترتين صباحية ومسائية تبعا لأشواط مزاينة الإبل. وأما برنامج “سويحان في عيون الصحافة” فسيقوم بتغطية سويحان من خلال ما تم طرحه في الصحافة المكتوبة أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضح أن الشعر سيكون كعادته حاضرا في سويحان من خلال المسابقة الشعرية التي ستتناول الشيخ زايد كموضوع في النظم.. وكذلك سيتم طرح برنامج شعري “بيت الشعر” ويتضمن لقاءات منوعة لشعراء مميزين في الساحة الشعرية..
وتتم مشاهدة عناوين الكرم والضيافة من خلال برنامج “في ضيافة سلطان”..
فيما سيتناول برنامج “علوم سويحان” اليومي موضوعات سويحان المتنوعة من نشاطات وفعاليات مبينا المهرجان والأنشطةالمصاحبة له ستحظى بتغطية متنوعة لقنوات التواصل الاجتماعي التابعة لمركز سلطان بن زايد ونادي تراث الإمارات.
ويعد المهرجان من أعرق وأهم المهرجانات التراثية الشاملة في المنطقة والعالم ويحظى برعاية واهتمام كبيرين من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان وقد حقق على مدى إحدى عشرة دورة متتالية تطورا كبيرا وحظي منذ انطلاق دورته الأولى بمشاركة محلية وخليجية وعربية واسعة وعمل على إنعاش الحركة الاقتصادية والسياحية في المنطقة كما حظي بتغطية إعلامية واسعة محليا وعربيا وعالميا.
وبفضل التوجيهات الحكيمة والمتابعة المستمرة لسمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان فقد شهد المهرجان تطورا نظريا وعمليا في عالم المهرجانات التراثية حيث يمزج بين عراقة الماضي وأصالة الحاضر وحقق مجموعة أهداف من أهمها توثيق التراث وترسيخه في نفوس الأجيال وتعريف الشعوب بالتراث الغني لدولة الإمارات وتقاليدها الأصيلة التي تعد جزءا من الهوية الوطنية والتكوين الثقافيين..
وتحول المهرجان إلى كرنفال للتراث والثقافة والشعر والأدب والفن وأصبح جسرا للتواصل الإنساني والثقافي بين تراث الآباء والأجداد وحاضر الأبناء ومواكبتهم لأدوات العصر مسخرا التقنية والعلم والتكنولوجيا الحديثة لخدمة الموروث.
ومن خلال السوق الشعبي والقرية التراثية يتيح المهرجان للجمهور التمتع بالجلسات العربية لمتابعة فعاليات المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث وسوقا شعبيا للمعدات والصناعات التراثية والمقتنيات القديمة والحديثة ذات الصلة بعالم الإبل والتراث إضافة إلى نماذج من الطبخ الشعبي وتراثيات الأواني الشعبية والبهارات والأزياء والمشغولات التراثية والحرف اليدوية.. حيث يشكل المهرجان فرصة سنوية كبيرة للمواطنين لعرض منتجاتهم. كما تقام العديد من الفعاليات والمسابقات في خيمة السوق الشعبي إذ وضعت اللجنة العليا المنظمة للمهرجان برنامجا حافلا للزوار والجمهور طيلة أيام المهرجان حيث ستكون هنام مسرحيات للطقل والكبير وحفلات غنائية يحيها كل من اريام وعريب ومشاعل والشحي.
ويضم ميدان المهرجان مركزا إعلاميا تم تجهيزه على مستوى عال ووفرت اللجنة المنظمة شبكة اتصالات حديثة ومتطورة وأجهزة حاسب آلي ومعدات تقنية لتسهيل مهمة الإعلاميين كما تعمل على توفير وسائل المواصلات لتأمين نقل الإعلاميين يوميا وطيلة أيام المهرجان من مدينة أبوظبي إلى ميدان سويحان وبالعكس ليقوموا بدورهم في نقل فعاليات المهرجان بسهولة ودون أي عوائق.
وتزينت سويحان لاستقبال المهرجان واكملت اللجان الفنية والادارية استعدادتها وقد تم اليوم السبت الانتهائ من تسجسل الراغبين بمسابقة المحالب واستلام وترقيم الإبل المشاركة وتصنيفها حسب الفئة المخصصة لها من قبل لجنة المحالب تمهيدا لتوزيع الإبل المشاركة على الأشواط المحددة لها.