الرياض:سياح
احتضنت سرحة مسجد السريحة بحي سمحان في محافظة الدرعية مساء الأربعاء الثاني عشر من الشهر الجاري محاضرة بعنوان: «أضواء على منافسات مشروعات ترميم وتأهيل مباني التراثية»، ويعد مسجد السريحة من أهم المساجد التاريخية بالدرعية، وقد تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية بترميمه وإعادة تأهيله على نفقته الخاصة، وتم افتتاحه بتاريخ 16 رمضان 1438ه الموافق 11 يونيو 2017م
وتأتي هذه المحاضرة ضمن سلسلة المحاضرت المشتركة بالتعاون مع كل من مركز التراث العمراني الوطني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومؤسسة التراث الخيرية، والجمعية السعودية لعلوم العمران، والجمعية السعودية للمحافظة على التراث، وشعبة التراث العمراني بالهيئة السعودية للمهندسين، وكرسي الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، والتي تهدف إلى نشر ثقافة التراث العمراني، وما يتصل به من ترميم وتأهيل للمباني التاريخية.
وتأتي المحاضرة ضمن برنامج التوعية بأهمية برنامج العناية بالمساجد التاريخية، هذا البرنامج الذي تبناه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان وأطلقه في مؤسسة التراث الخيرية منذ ما يقارب عشرين عاما، وأنجز من خلال المؤسسة العديد من الاعمال تضمنت توثيق وترميم عدد من المساجد التاريخية على مستوى مناطق المملكة. ومن ثم تبنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمشاركة وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ومؤسسة التراث الخيرية برنامج العناية بالمساجد التاريخية الجاري تنفيذه على مستوى مناطق المملكة ويشمل الحصر والتوثيق، وإعداد مخططات الترميم والتنفيذ، وترميم عدد من المساجد التاريخية، وتمويل البرنامج من خلال التبرعات أبرزها تبرع وقف خادم الحرمين لشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله- بترميم مسجد الشافعي، ومسجد المعمار في جدة التاريخية، ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله- لاطلاق برنامج العناية بالمساجد التاريخية في كل من الدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، وتبرعه حفظه الله بدعم المحافظة على المساجد التاريخية في المدينة المنورة، وتبرعه بترميم مسجد الحنفي التاريخي في جدة.
تناولت المحاضرة التي ألقاها الدكتور عبدالسلام عباس خبير الترميم في مؤسسة التراث الخيرية، موضوع منافسات مشروعات دراسات وترميم وتأهيل المباني التراثية، إضافة إلى شرح هيكل المنافسة، والاشتراطات الخاصة المتعلقة بالمباني التراثية، وكيفية وضع المواصفات الفنية، وطريقة إعداد جداول الكميات للمشروعات، ونسب الزيادة في البنود والكميات.
كما ألقت المحاضرة الضوء على الدراسات التي تسبق عمليات الترميم، وكيفية توظيف تلك الدراسات بما يحقق خروج مشروعات الترميم بأفضل صورة، وعلاقة ذلك بتغطيتها لبنود الترميم المدرجة كافة، مع إبراز مشروعات التأهيل للمباني التراثية، ومدى واقعية مقترحات التوظيف، وإعادة الاستخدام للمباني التراثية.
وتساهم مؤسسة التراث الخيرية، وهي مؤسسة وطنية أسسها ويرأس مجلس أمنائها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في خدمة التراث الوطني السعودي، والتراث العربي والإسلامي منذ تأسيسها سنة 1417هـ، وتسعى إلى المحافظة على هذا التراث. وتعمل على تعزيز المفهوم الوطني للتراث وتأكيد أهميته، وقد حصلت مؤسسة التراث الخيرية على الجائزة العربية الكبرى للتراث التي تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في عام 2012م، كما نالت التراث جائزة الدكتور عبدالرحمن الأنصاري لخدمة آثار المملكة في عام 2017م.