الرياض:سياح
نظم المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، الأحد 23/6/1439هـ الموافق 11/3/2018م، محاضره بعنوان الأعمدة الحجرية المنصوبة في شمال غرب المملكة العربية السعودية ودلالاتها الفلكية، استعرضت دراسة بحثية لنماذج من الأعمدة الحجرية المنصوبة في قارات العالم المخلتفة ( آسيا، وأوروبا، وأفريقيا، وأمريكا).
ألقت المحاضرة ، الأستاذة منيرة المشوح، الباحثة في قسم الآثارــــ جامعة الملك سعود بالرياض، التي أوضحت أن هذه الفعالية تمثل خلاصة لدراسة بحثية مطولة أجرتها الباحثة بمناطق المملكة المختلفة.
وناقشت المحاضَرة عدد من المحاور المهمة شملت: ماهية الأعمدة الحجرة المنصوبة، ونقل وبناء الأنصاب الحجرية، وأنماط الأعمدة الحجرية، ونماذج لمواقع الأعمدة الحجرية المنصوبة في العالم، ودلالاتها الحضارية والفلكية، والتوزيع المكاني لمواقع الأعمدة الحجرية المنصوبة في الجزيرة العربية.
وتطرقت المشوح إلى نتائج الدراسة الميدانية التي أجرتها في مناطق الممملكة المختلفة، لافتةً إلى موقع الرجاجيل التاريخي بمنطقة الجوف، كنموذج ومثال للدراسة، وما خرجت به من نتائج تفيد الباحثين في اكتشاف الموروث الحضاري الذي تحتضتنه المملكة في كل شبر من أراضها المترامية الأطراف.
ورصدت الباحثة عينات متشابهة للأعمدة الحجرية في قارات العالم المختلفة، مشيرة إلى الدلالة الحضارية لتشابه الأعمدة الحجرية المنصوبة، ورمزيتها في التواصل الإنساني منذ حقب ضاربة في القدم.
وقدمت الأستاذة منيرة المشوح احصائية شملت (21) موقعاً للأعمدة الحجرية في المملكة، مما أضفى على الدراسة البحثية التي قدمتها طابع التنوع وتغليب النهج العلمي الدقيق الذي يمزج بين علم الآثار بشكل أساسي، والعلوم الأخرى ذات العلاقة، مثل علم الأنثروبولوجيا، والتاريخ، وفن النقوش الصخرية والفلك، وغيرها.
وأوضحت أن الدراسة تهدف إلى تسليط الضوء على الجوانب الحضارية المختلفة من حياة إنسان الجزيرة العربية في جميع الحقب التاريخية، وذلك عبر تتبع إنجازاته الحضارية والهندسية التي تعكس أنشطته الحياتية، وقدرته على التخطيط والابتكار، بالإضافة إلى هدف الدراسة في التعريف بماهية مواقع الأعمدة الحجرية المنصوبة وأنماطها، وحصر الافتراضات المبدئية لأغراضها الوظيفية، إلى جانب التوصل إلى البعد الزمني لبداية ظهورها، وإنشاء خارطة توزيعية لمواقع الأعمدة الحجرية المنصوبة في شمال غرب الجزيرة العربية، ومقارنتها في الإطار المحلي والإقليمي والعالمي، لافتة إلى الدلالت الفلكية لمواقع الأعمدة الحجرية في مناطق المملكة المختلفة.
وقدمت الأستاذة منيرة المشوح سلسلة من التوصيات في ختام محاضرتها التي حظيت بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين والمهتمن في مجال التراث والآثار( من الجنسين )، حيث قدم الحضور المشارك مداخلات قيمة اسهمت في إنجاح المحاضرة وتحقيق أهدافها.