الدمام:واس
يعيش زوار مهرجان الساحل الشرقي للتراث البحري في نسخته السادسة ، الذي ينظمه مجلس التنمية السياحية ، ويقام على الواجهة البحرية بمنتزه الملك عبدالله بالدمام ، أجواء من الماضي بين السفن الخشبية وبضائع الموانئ القديمة التي يقف أمامها الباعة والصيادين عارضين كل ما كان يرد في مشهد يمثل بشكل دقيق ما يسمى بساحة الفرضة فيما يحاذيها أول مبنى للجمارك والجوازات هناك في صورة كان يعيشها أهالي ميناء العقير قبل نحو قرن من الزمن.
ويؤكد كبار السن المشاركون في المهرجان أن ساحة الفرضة بالعقير هي موقع لعمليات البيع والشراء بعد تنزيل البضائع التي في العادة كانت تبدأ في الصباح الباكر من السفن الخشبية الشراعية التي تأتي بمختلف أنواعها وأحجامها محملة بالكثير من البضائع والسلع الاستهلاكية المتنوعة من مواد غذائية وغيرها من الصين والهند ودوّل أخرى لتنتقل إلى مواقع داخل الجزيرة العربية في مناطق وسط المملكة وشرقها ودول أخرى.
وأوضح المشرف على مراسي السفن خليفة بن راشد العميري أن ميناء العقير التاريخي كان يعد الميناء الأهم في الخليج قبل اكتشاف النفط كما أنه يعد أول ميناء في الخليج العربي، مشيراً إلى أن عمق أقدم تبادل تجاري عبر العقير والبلاد المجاورة لها يعود إلى العصور الحجرية.وبين العميري أن المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – اهتم بميناء العقير فانشأ في عهده مبنى الجمارك والجوازات والفرضة ومبنى الخان ومبنى الإمارة والحصن والمسجد وعين الماء وبرج بوزهمول، وغيرها من التطورات التي حدثت في موقع الميناء قبل أن تتقلص أهميته بعد اكتشاف النفط وإنشاء ميناء الدمام .
وأشار العميري إلى أن مهرجان الساحل الشرقي الذي يقام لمدة عشرة أيام يعد فرصة كبيرة لمشاهدة واقع الميناء والحياة فيها كما هي قبل توقف العمل فيه قبل أكثر من 50 عاماً ، لافتاً إلى أن العمل الفني في المباني التي أنشأها القائمون على المهرجان تم عملها بمهارة عالية وكأنها مباني حقيقية.
من جهته قال المشارك مبارك بن خميس : ميناء العقير كان له دور اقتصادي كبير وشريان الحياة لعدد من المناطق خصوصا وسط المملكة وشرقها , مبيناً أن البضائع والأغذية وغيرها ترد من الهند والصين إلى العاصمة الرياض وما حولها عبر هذا الميناء المهم، كما أن الميناء زاد من أهمية “الهفوف” الأحساء لقربه منها.
وأكد أهمية تأصيل الهوية العمرانية والبعد الحضاري للمنطقة ، من خلال مهرجان الساحل الشرقي، لافتاً النظر إلى أن ما يميز هذا العام هو بناء ميناء العقير كوجة لقرية المهرجان تحاكي التراث العمراني بشكل ينقل المجتمع المحلي إلى الحضارة العمرانية في السابق، ليتأصل ذلك الطراز لدى المجتمع بكل فئاته وليتعرف الشباب على التاريخ العريق لوطننا الكبير .