هل من الممكن أن تتعرض للمساءلة القانونية بسبب هاشتاق # ؟
وقبل أن أجيب على هذا السؤال، لابد أن نعطي نبذة عن هذه العلامة الفارقة, البسيطة بالشكل والفاعلة بالتأثير، فرغم صغر حجمها إلا أنها قد توحد صفوفاً وتفرق شعوباً، تستطيع من خلالها تسليط الضوء على قضية مهمة وإثارة الرأي العام لإيجاد حل او تقديم مساعدة ليس بدولة واحدة بل قد تتخطى الحدود ليصل الصوت إلى جميع أنحاء العالم.
قد ابتدأ استخدامها منذ عام 1988 م من خلال موقع شهير للمحادثات ICR وكان من خلاله يسهل تصنيف الصور والفيديو والرسائل حسب نوعها ،مما يسهل البحث عنها والوصول إليها بأسرع طريقة ممكنة.
في عام 2007، أعيد استخدام هذه العلامة الشهيرة # عن طريق كريس ميسينا أو كما يحب البعض أن يسميه مخترع الهاشتاق، وتمكن من خلال هذه العلامة أن ينقذ شركة تويتر من الإفلاس وانتشر استخدامها بقوة ليس على منصة تويتر بل على اغلب منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وانستقرام وبينترست.
كان للهاشتاق أكبر الأثر في إحياء موقع تويتر بعد أن تسلل الركود لشواطيء مستخدميه، فكانت سبباً لجذب أكبر عدد من المستخدمين للمنصة للمشاركة فيما بينهم بالنقاشات العامة والتواصل بفعالية أكثر مما دفع بتويتر لتبني علامة الهاشتاق عام 2009 م ولكن السؤال المطروح هنا : ماذا لو كان استخدام هذه العلامة سببًا للإفلاس أو لمقاضاة من استخدمها ؟
نعم قد تتعرض للمقاضاة فيما لو تم استخدامها بطريقة قد تثير اللبس عند الآخرين ،أو تكون مجالاً للإساءة لشركة أخرى وبمنتوجاتهم حيث يعمد البعض لربط العلامة الشهيرة بمنتوجاتهم ، أو خدماتهم لهدف الترويج والإعلان عن حسابهم.
وهنا لابد لي من الحديث عن عالم ال ُملكية الفكرية ، ذلك العالم الذي يحمي بقوانينه جميع أنواع الإبداع الناتجة من الفكر البشري سواءً كانت رسومات، اختراعات، نصوص أوحتى علامات وأكثر من ذلك. ومن المجالات التي تحميها قوانين الملكية الفكرية ويسهل ربطها بالهاشتاق هو مجال “العلامات التجارية ” ، وكما نعرف يقيناً أن الهدف من العلامات التجارية هو لتمميز المنتوجات والخدمات المقدمة وليسهل على المستهلك معرفة مصدرهذه المنتوجات والتمييز والتفريق فيما بينها. فلكل مستهلك ذائقته الخاصة فكان لزاماً حمايته من الغش والتدليس وأيضًا حماية الجهات المقدمة للخدمات أو المنتجات من الاحتيال والتقليد لبضائعهم من غير إذن مسبق ،مما قد يسبب لهم خسائر يصعب تعويضها.
ولتوضيح الصورة أكثر سأعطي مثالا توضيحياً، لنفترض أنك مالك لمؤسسة أو قطاع تجاري متخصص ببيع لحم البرجر . وتريد أن تصل لأكبر عدد ممكن من المتابعين والمستهلكين ومحبي البرجر، باستخدام الهاشتاق تستطيع أن تصل لضعف العدد المتوقع فاستخدام الهاشتاق بالتغريدة أو الاعلان ،سيحدد الفئة المستهدفة لهذا المنتج ويوسع النطاق للوصول إليهم بسرعة فائقة، لذلك يتجه البعض لربط الهاشتاق بأسماء محلات تجارية شهيرة مسجلة تعمل بنفس المجال وتقدم نفس الخدمات لاستقطاب أكبر عدد ممكن ،ولنفترض تم وضع BURGERKING# مع مجموعة من الهاشتاقات الأخرى للشارة على اسم المطعم المستهدف لتسويق البرجر الخاص به واستطعت أن تحقق مبتغاك وتصل إلى جمهور المستلكين المهتمين بمنتوجك.
البعض من المستهلكين قد يظن أن هناك شراكة تجارية بين العلامة التجارية الشهيرة والمطعم الجديد المسوق له وهنا تكمن الإشكالية، ففي مثل هذه الحالات قد تتعرض للمسائلة القانونية لو تأثرت بسببك مبيعات المطعم الشهير أو أسيء لسمعته بسبب رداءة المنتج والخدمات المقدمة من خلال مطعم البرجر الخاص بكم ،بسبب ظن الآخرين أن هناك علاقة تجارية بين المنتج والعلامة الشهيرة والحقيقة أن لا رابط بينهما ولا شراكة.
وأيضا هناك نقطة مهمة لابد من تسليط الضوء عليها عند استخدام الهاشتاق مع اسمك التجاري او علامتك التجارية الغير مسجلة ، لا بد ان تنتبه أن الشهرة التي حققتها لعلامتك التجارية الغير مسجلة لا يعني أبداً أنه يمكن تسجيلها فقط بسبب شهرتها!
فهناك شروط يجب أن تستوفيها العلامة التجارية لتتمكن من تسجيلها وحمايتها وتذكرعزيزي القاريء أن قوانين الملكية الفكرية تتعهد بحماية جميع المجالات المرتبطة بها ، وكن حذرًا عند استخدامك لهذه العلامة الفارقة “علامة الهاشتاق #” !