الرياض / وام /
أعلن الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة العربية السعودية اكتشاف آثار أقدام إنسان قديم على ضفة بحيرة قديمة في صحراء النفود على أطراف منطقة تبوك يعود عمرها إلى 85 ألف عام .. ما يظهر اتساع انتشار الإنسان خارج أفريقيا ووصوله إلى شبه الجزيرة العربية ضمن مناطق الهجرات البشرية الأخرى.
ونقل بيان للهيئة عن الأمير سلطان بن سلمان قوله ” إن فريقا سعوديا دوليا مشتركا عثر على آثار عدة أشخاص راشدين كانت متفرقة على أرض وحلة في بحيرة قديمة يسير كل منهم إلى وجهة مختلفة.. ربما كانوا صيادين يجوبون أرجاء البحيرة بحثا عن طعام “.. لافتا إلى أن هذه الاكتشافات تخضع لمزيد من الدراسات المتخصصة.
وأضاف أن عمر آثار الأقدام يتعاصر مع أحفورة أصبع إنسان عاقل عثر عليها مؤخرا بالقرب من موقع الوسطى في محافظة تيماء يعود عمرها إلى 85 ألف سنة ويرجح أنه من أوائل المهاجرين في العصر الحديث إلى الجزيرة العربية وعبر صحراء النفود التي كانت آنذاك مراعي خضراء غنية بالأنهار والبحيرات والمياه العذبة ووفرة الحيوانات التي كانت مصدر غذاء للإنسان.
وأشار الأمير سلطان إلى أن هذه الأعمال تأتي ضمن “مشروع الجزيرة العربية الخضراء” الذي تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع جامعة أكسفورد البريطانية وعدد من الجهات العلمية المختصة في المملكة ويتضمن دراسات أثرية بيئية معمقة للعديد من المواقع الأثرية بالمملكة شملت مواقع البحيرات القديمة في صحراء النفود وصحراء الربع الخالي إلى جانب مواقع أخرى ارتبطت بتواجد الإنسان خلال فترة ما قبل التاريخ.
وأوضح أن مشروع الجزيرة العربية الخضراء يتناول العلاقة بين التغييرات المناخية التي تعرضت لها شبه الجزية العربية على مر العصور وبين بداية الاستيطان البشري في البلاد وهجرة البشر إليها عبر قارات العالم القديم حتى الآن حيث كشفت الدراسات أدلة على وجود مئات البحيرات والأنهار والغابات والكائنات في أنحاء الجزيرة وقد نشأت حولها العديد من الحضارات المتعاقبة.