سياح:موسكو:حازم حسين، فريح الشمري،عيسى عشي
في الرحلة التي قطعناها لروسيا “الاتحاد السوفيتي سابقا برفقة اعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين والكتاب السياحيين في سبتمبر الماضي والتي ضمت اكثر من مائتي اعلامي من مختلف دول العالم ،تعرفنا على الكثير من المعالم السياحية والمعلومات القيمة التي لم تمر علينا او انها مرت عبر سرد الكتب والتي لا تستوعبها احيانا او تركز بها ويكون وقع الزيارة اجدى وأكثر نفعا لاستيعاب المعلومة ومعرفتها.
كانت محطة الانطلاق من المطار والتي استقبلنا فيه صاحب التاكسي وهو من داغستاني مسلم استمتعنا ونحن نقطع الرحلة معه مع انغام الاناشيد الاسلامية ، الطريق المؤدي الى قلب المدينة موسكو منذ خروجك من المطار تحفه الاشجار الشاهقة والشامخة التي تتميز بطول فارع يعانق السماء ويلامس مشاعرك وانت تبتهج بالخضرة المبهرة الساحرة ،درجة الحرارة كانت عشر درجات كنا قد اعددنا لها العدة وتدثرنا لالصوف والجلد من مطار دبي قبل وصولنا لموسكو تفاديا لوقوعنا في فخ المناخ البارد ،الا اننا تجاهلنا اقتناء مظلات تقينا قطرات المطر التي تتساقط ما بين الفينة والاخرى.
انطلقنا صوب الفندق مقر الاقامة الاولى وهو فندق يقع بالقرب من أكبر المساجد في العالم وهو مسجد موسكو والذي انشأه التجار التتار وافتتح بوتين سابقا بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والاسلامية ورؤساء بعض الدول، تجولنا في الكثير من المواقع السياحية بالعاصمة موسكو برفقة المرشد السياحي العربي والذي كان مبهرا في طريقة سرده للمعلومات التاريخية وكأنه ابن المنطقة ومن عاشر تاريخها،زرنا في تلك الرحلة الكريملن وفندق المتوربول وقطنا نهر موسكو في رحلة نهرية رائعه على متن يخت فندق الراديسون الفاخر والذي يتميز بتقسمة داخلية تحتضن مطعم رائعا مع سحر المناظر الخلابة عبر النوافذ الزجاجية المطلة على ابرز المعالم التي تحف ضفتي النهر .
روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، تمتاز بتنوع طبيعتها على المساحات الجغرافية الشاسعة وبثقافات شعبها المختلفة.
تُعدّ روسيا أكبر دولة في العالم من حيث المساحة؛ إذ تبلغ مساحتها 17,075,400 كم مربع، وهي تقريبا ضعف مساحة كندا ثاني دولة من حيث المساحة تقع روسيا بين خطي عرض 41 درجة و82 درجة شمالا، وخطي طول 19 درجة شرقا و169 درجة غربا وتمثل روسيا جسرا بين قارتي أوروبا وآسيا. إذ يحدها من الشرق بحر بيرنغ وبحر أخوتسك وبحر اليابان، وهذه البحار الثلاثة تتفرع من المحيط الهادئ.
وتاريخيا نتحدث قليلا ونقول كانت العاصمة الروسية موسكو منذ العام 1917 بمثابة مركز اهتمام الاتحاد السوفييتي، الذي رغب بتحويلها إلى عاصمة بأبعاد عالمية، ما يبدو جليّاً لدى التجوّل في موسكو، والتي تتميز بالساحات العملاقة، التي تحيط بها أبنية عملاقة ذات هندسة عمرانية سوفييتية مميزة ،والكنائس المتناثرة في مختلف أنحاءها وما تبطنه من تاريخ ودماء كانت تجري بين جدرانها السميكة العازلة للصوت ما سمح لهم آنذاك بإستخدام احدها لاعدام المعارضين.
الكريملن مركز موسكو القديم بمبانيه وهو محاط بجدار ضخم طوله ميلان ونصف وارتفاعه 65 قدما, ويضم الكرملين عدة قصور فاخرة كانت قديما ملكا للقيصر ورجاله قبل أن تتحول إلی متاحف. يقع الكرملين موسكو على تل “بوروفيتسكي” وذلك على الطرف الأيسر لنهر موسكوفا حيث يصب فيه نهر نيغلينايا. ويبلغ ارتفاعا نحو 25 مترا.
وفي لمحة ثقافية حول الكريملن نقرأ في المؤلفات ومصادر المعلومات ان القيصر الروسي ايفان الثالث (عاش بين 1440-1505 وحكم بين 1462-1505) قد أمر في القرن الخامس عشر باستدعاء مهندسين معماريين من روسيا وإيطاليا لتجديد الكرملين. وتم على أساس الجمع بين تقاليد فن العمارة الروسي والهندسة المعمارية الإيطالية في عصر النهضة بناء ميدان الكاتدرائيات. وبدأت تظهر بعد ذلك في الكرملين مبان وكنائس وقصور جديدة. وحولت السلطات بعد ثورة أكتوبر 1917 الكرملين إلى مقر لأجهزة الحكم العليا.
وتعد كاتدرائية المسيح المخلص أبرز مبنى في موسكو قادر على اختصار التاريخ المتقلّب الذي مر على تلك المدينة وهي الان من اهم المازارات في موسكو ويأتيها السياح من مختلف انحاء العالم وهي فرصة للتعرف على شيء من التاريخ في تلك الحقبة على الرغم من عدم ايماننا بمعتقداتهم ،وتعتبر أضخم كنيسة أوثوذكسية في العالم. وبُنيت خلال القرن التاسع عشر بتمويل من الفلاحين والفقراء، الذين تبرعوا ببنائها، احتفالاً بحد زعمهم بخروج جيوش نابليون من روسيا. واستغرق بناء الكنسية 40 عاماً ، الانه في العام 1931، أمر قائد الاتحاد السوفيتي جوزيف ستالين بتفجير الكنيسة، وإعادة ابتكار مركز المدينة وجعله مركزاً لأحد الرموز السوفيتية. ورغم أن الكثيرين واجهوا قرار ستالين، خاصة رجال الدين، إلا أن الموت أو النفي كان مصير الأشخاص الذين تجرأوا على محاولة حماية الكنيسة.
وقد أجريت مسابقة لاختيار أفضل تصميم يرقى لتمثيل الاتحاد السوفيتي، وسارع المهندسون المعماريون حينها بالتقدم بمقترحاتهم. وتم اختيار تصميم “قصر السوفييت” للمهندس الأوكراني بوريس يوفان.كان من المقرر، أن يصل ارتفاع هذا البناء العظيم إلى 500 متر، ليكون بذلك أعلى بناء في العالم، وأن يعلوه تمثال كامل لفلاديمير لينين مؤسس الاتحاد السوفيتي. لكن في العام 1941، وبسبب الغزو الألماني لروسيا، توقفت عمليات البناء، وكانت هذه نهاية الصرح، ومعه حلم يوفان، إلى الأبد.
وبعد وفاة ستالين بعدة أعوام، دُمّرت بقايا “قصر السوفييت.” ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، بُني لاحقاً في المكان ذاته نسخة طبق الأصل لكاتدرائية المسيح المخلّص، بالقبب الخمس المذهّبة الشاهقة ذاتها، وانتهى العمل ببنائها في العام 1999.